وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، فبئس ما عودتم أقرانكم خلوا بيننا وبين أقراننا ساعة، ثم حمل فقاتل ساعة فقتل وكانت درعه قد سرقت فرآه رجل فيما يرى النائم. فقال: إن درعي في قدر تحت أكاف بمكان كذا وكذا وأوصى بوصايا فطلب الدرع فوجد حيث قال:
فأنفذوا وصيته وفيها قصة عجيبة، فذكرها من طريق عطاء الخراساني قال:
لما المدينة فأتيت أبنة ثابت بن قيس بن شماس فذكرت قصة أبيها قالت:
لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) (١) الآية وآية ﴿والله لا يحب كل مختال فخور﴾ (2) جلس أبي في بيته يبكي ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن أمره فقال: إني امرؤ جهير الصوت، وأخاف أن يكون قد حبط عملي، فقال: بل تعيش حميدا وتموت شهيدا ويدخلك الله الجنة بسلام فلما كان يوم اليمامة مع خالد بن الوليد - رضي الله تبارك وتعالى عنه - استشهد فرآه رجل من المسلمين في منامه فقال: إني لما قتلت انتزع درعي رجل من المسلمين وخبأه في في أقصي العسكر وهو عنده وقد أكب على الدرع برمة وجعل على البرمة رجلا فأتت الأمير فأخبروه وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه وإذا أتيت المدينة فأت قفل لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن علي من الدين كذا وكذا وغلامي فلان من رقيقي عتيق، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه.
قال: فأتاه. فأخبره الخبر فوجد الأمر على ما أخبره، وأتى أبا بكر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - فأخبره فأنفذ وصيته، فلا نعلم أحدا بعد ما مات أنفذ وصيته غير ثابت بن قيس بن شماس - رضي الله تبارك وتعالى عنه - (3). وقال الحافظ أبو عمرو النمري، وروى هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد قال:
حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن عامر قال: حدثني عطاء الخرساني، قال حدثني ابنة ثابت بن قيس بن شماس قالت: لما نزلت: (يا أيها الذين آمنوا