أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يقول لأصحابه. من رأى منكم رؤيا فليقصها أعبرها له قال: فجاء رجل فقال: يا رسول الله رأيت ظلة بنحو حديثهم (1) قال أبو سليمان (2) الخطابي: اختلف الناس في تأويل قوله صلى الله عليه وسلم قد أصبت بعضا وأخطأت بعضا. فقال بعضهم: إنما صوبه في تأويل الرؤيا وخطأه في الافتيات بالتعبير بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: موضع الخطأ في ذلك أن المذكور في الرؤيا شيئان وهما السمن والعسل فعبرهما على شئ واحد وهو القرآن وكان حقه أن يعبر كل واحد منها على انفراده وإنما هما الكتاب والسنة لأنهما بيان الكتاب الذي أنزل عليه، قال: وبلغني هذا القول أو قريب من معناه، عن أبي جعفر الطحاوي.
ولأبي داود من حديث الأشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ووزن عمر، وأبو بكر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان فرأيت الكراهة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن حديث حماد، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن ابنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: أيكم رأى رؤيا فذكر مثله ولم يذكر الكراهية. فاستاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ساءه ذلك فقال:
خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء. ولابن وهب من حديث يونس، عن ابن شهاب قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم. ونيط عمر بن الخطاب - رضي الله تبارك وتعالى عنه - بأبي بكر ونيط عثمان ابن عفان بعمر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - فقال جابر: فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم.