إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٣ - الصفحة ٢١٢
وقال ابن عبد البر: وقد روى الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم عبادة بن الصامت، وعامر بن ربيعة، وقبيصة بن وقاص، ومعاذ بن جبل، كما رواه أبو ذر، وابن مسعود - رضي الله تبارك وتعالى عنهم - وهي آثار صحاح كلها ثابتة.
خرج البيهقي من طريق عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه سيلي أمركم قوم يطفئون السنة، ويحدثون البدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها.
قال ابن مسعود: فكيف أصنع يا رسول الله إن أدركتهم؟ قال: يا ابن أم عبد لا طاعة لمن عصى الله، قالها ثلاثا (1).
ومن طريق ابن خثيم، عن القاسم بن عبد الرحمن أن أباه أخبره أن الوليد بن عقبة أخر الصلاة بالكوفة وأنا جالس مع أبي في المسجد، فقام عبد الله بن مسعود، فثوب بالصلاة، فصلى بالناس، فأرسل الوليد إليه: ما حملك على ما صنعت، أجاءك من أمير المؤمنين أمر؟ فسمع وطاعة، أم ابتدعت الذي صنعت؟ قال: لم يأتنا من أمير المؤمنين أمر، ومعاذ الله أن أكون ابتدعت أبى الله علينا ورسوله أن ننتظرك في صلاتنا ونتبع حاجتك (2).
وروى ابن يونس من طريق عيسى بن حماد، عن ابن وهاب، عن عمرو بن مالك، وحياة بن شريح، عن ابن الهاد، قال: خرجت أنا وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن القاسم، فقال ربيعة: سأل رجل القاسم بن محمد وأنا وعبد الرحمن معه، وذلك في إمرة ابن حبان، وكان ابن حبان يؤخر الصلاة، وكان الناس يومئذ لا يصلون الصلاة معهم حتى يذهب وقتها، فقال له رجل: يا أبا محمد صليت قبله؟ - يعني ابن حبان - قال: نعم، قال:
وتصلي معهم أيضا؟ قال: نعم، قال: تصلي مرتين؟ فقال القاسم: نعم أصلي مرتين أحب إلي من أن لا أصلي.

(١) (دلائل البيهقي): ٦ / ٣٩٦، باب ما جاء في إخباره صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود وغيره بأنهم يدركون أقواما يصلون الصلاة لغير وقتها، وما ظهر من صدقة فيما قال. وأخرجه ابن ماجة في كتاب الجهاد، باب (40) لا طاعة في معصية الله، حديث رقم (2865).
(2) (المرجع السابق): 397.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست