ذكر خلع الحرث بن سريج بخراسان وفي هذه السنة خلع الحرث بن سريج وأقبل إلى الفارياب فأرسل اليه عاصم بن عبد الله رسلا فيهم مقاتل بن حيان النبطي وخطاب بن محرز السلمي فقالا: لمن معهما لا نلقى الحرث إلا بأمان فأبى القوم عليهما فأخذهم الحرث وحبسهم ووكل بهم رجلا يحفظهم فأوثقوه وخرجوا من السجن فركبوا وعادوا إلى عاصم فأمرهم فخطبوا وذموا الحرث وذكروا خبث سيرته وغدره وكان الحرث قد لبس السواد ودعا إلى كتاب الله وسنة نبيه والبيعة للرضا فسار من الفارياب فأتى بلخ وعليها نصر بن سيار [و] التجيبي [ابن ضبيعة المري]، فلقيا الحرث وهو في عشرة آلاف والحرث في أربعة آلاف فقاتله فانهزم أهل بلخ وتبعهم الحرث فدخل مدينة بلخ وخرج نصر بن سيار منها من باب آخر وأمر الحرث بالكف عنهم واستعمل عليها رجلا من ولد عبد الله بن خازم وسار إلى الجوزجان فغلب عليها وعلى الطالقان ومرو الروذ.
فلما كان بالجوزجان استشار أصحابه في أي بلد يقصد فقيل له: مرو بيضة خراسان وفرسانهم كثير ولو لم يلقوك إلا بعبيدهم لانتصفوا منك فأقم فإن أتوك قاتلتهم وإن أقاموا قطعت المادة عنهم فقال لا أرى ذلك وسار إلى مرو فقال لأهل الرأي من مرو إن أي عاصم نيسابور فرق جماعتنا وإن أتانا نكب.
وبلغ عاصما أن أهل مرو يكاتبون الحرث فقال يا اله مرو قد