أيام يزيد بن عبد الملك. فقال فيهم بعض الشعراء:
(فتية تعرف التخشع فيهم * كلهم أحكم القرآن إماما) (قد برى لحمه التهجد حتى * عاد جلدا مصفرا وعظاما) (غادروهم بقاع حزة صرعى * فسقى الغيث أرضهم يا إماما) ذكر موت يزيد بن عبد الملك في هذه السنة توفي يزيد بن عبد الملك لخمس بقين من شعبان وله أربعون سنة وقيل خمس وثلاثون سنة وقيل غير ذلك وكانت ولايته أربع سنين وشهرا وأياما وكنيته أبو خالد وكان مرضه السل.
وقيل كان سبب موته أن حبابة لما ماتت وجد عليها وجدا شديدا على ما نذكره إن شاء الله تعالى فخرج مشيعا لجنازتها ومعه أخوه مسلمة بن عبد الملك ليسليه ويعزيه فلم يجبه بكلمة وقيل إن يزيد لم يطق الركوب من الجزع وعجز عن المشي فأمر مسلمة فصلى عليها وقيل منعه مسلمة عن ذلك لئلا يرى الناس منه ما يعيبونه به فلما دفنت بقي بعدها خمسة عشر يوما ومات ودفن إلى جانبها وقيل بقي بعدها أربعين يوما لم يدخل عليه أحد إلا مرة واحدة ولما مات صلى عليه أخوه مسلمة وقيل ابنه الوليد وكان هشام بن عبد الملك بحمص.