بما كان وبهزيمة الحرث مع محمد بن مسلم العنبري فلقي أسد بن عبد الله بالري وقيل ببيهق فكتب إلى أخيه خالد ينتحل أنه هزم الحرث ويخبره بأمر يحيى فأجاز خالد يحيى بعشرة آلاف دينار ومائة [كساه] من الحلة. وكانت ولاية عاصم أقل من سنة فحبسه أسد وحاسبه وطلب منه مائة ألف درهم وقال إنك لم تغز وأطلق عمارة بن حبيب وعمال الجنيد.
فلما قدم أسد لم يكن لعاصم إلا مرو ونيسابور والحرث بمرو الروذ وخالد بن عبد الله الهجري بآمل موافق للحرث فخاف أسد ان قصد الحرث بمرو الروذ أن يأتي الهجر من قبل آمل وإن قصد الهجري قصد الحرث مرو من قبل مرو الروذ فأجمع على توجيه عبد الرحمن بن نعيم في أهل الكوفة والشام إلى الحرث بمرو الروذ وسار أسد بالناس إلى آمل فلقيه خيل آمل عليهم زيد القرشي مولى حيان النبطي وغيره فهزموا حتى رجعوا إلى المدينة فحصرهم أسد ونصب عليهم المجانيق وعليهم الهجري من أصحاب الحرث فطلبوا الأمان فأرسل إليهم أسد ما تطلبون قالوا: كتاب الله وسنة نبيه وأن لا تأخذ أهل المدن بجنايتنا فأجابهم إلى ذلك فاستعمل عليهم يحيى بن نعيم بن هبيرة الشيباني وسار يريد بلخ فأخبر أن أهلها قد بايعوا سليمان بن عبد الله بن خازم فسار حتى قدمها واتخذ سفنا وسار منها إلى ترمذ فوجد الحرث محاصرا لها وبها سنان الأعرابي فنزل أسد دون النهر ولم يطق العبور إليهم ولا أن يمدهم وخرج أهل ترمذ من المدينة فقاتلوا الحرث قتالا شديدا واستطرد الحرث لهم وكان قد وضع كمينا