ذكر عدة حوادث في هذه السنة هلك أذفنش ملك جليقية وملك بعده ابنه تدويلية وكان أشجع من أبيه وأحسن سياسة للملك وضبطا له وكان ملك أبيه ثماني عشرة سنة ولما ملك ابنه قوي وعظم سلطانه واخرج المسلمين من ثغور البلاد وملك مدينة لك وبرطقال وسلمنقة وشمورة وأيلة وشقوبية وفشتيالة وكل هذه من الأندلس.
وفيها سير المنصور عبد الوهاب بن أخيه إبراهيم الامام والحسن بن قحطبة في سبعين ألفا من المقاتلة إلى ملطية فنزلوا عليها وعمروا ما كان خربه الروم منها ففرغوا من العمارة في ستة اشهر وكان للحسن في ذلك اثر عظيم وأسكنها المنصور وأربعة آلاف من الجند وأكثر فيها من السلاح والذخائر وبنى حصن قلوذية.
ولما سمع ملك الروم بمسير عبد الوهاب والحسن إلى ملطية سار إليهم في مائة ألف مقاتل فنزل جيحان فبلغه كثرة المسلمين فعاد عنهم ولما عمرت ملطية عاد إليها من كان باقيا من أهلها.
وفيها حج المنصور فاحرم من الحيرة فلما قضى حجه توجه إلى بيت المقدس وسار منه إلى الرقة فقتل بها منصور بن جعونة العامري وعاد إلى هاشمية الكوفة.
وفيها أمر المنصور بعمارة مدينة المصيصة على يد جبرائيل بن يحيى وكان سورها قد تشعث من الزلازل وأهلها قليل فبنى السور وسماها المعمورة،