وأمر خازم فضلة بن نعيم أن إذا سطع الغبار ولم يبصر بعضنا بعضا فارجع إلى خيلك وخيل أصحابك فاركبوها ثم ارموهم بنشاب ففعل ذلك وتراجع أصحاب خازم من الميمنة والميسرة ثم رشقوا ملبدا وأصحابه بالنشاب فقتل ملبد في ثمانمئة رجل ممن ترجل وقتل منهم قبل أن يترجلوا زهاء ثلاثمائة وهرب الباقون وتبعهم فضلة فقتل منهم مائة وخمسين رجلا.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة خرج قسطنطين ملك الروم إلى بلاد الإسلام فدخل ملطية عنوة وقهرا وغلب أهلها وهدم سورها وعفا عمن فيها من المقاتلة والذرية.
وفيها غزا العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الصائفة مع صالح بن علي وعيسى بنت علي وقيل كأنت سنة تسع وثلاثين فبنى صالح ما كان ملك الروم أخربه من سور ملطية.
وفيها بايع عبد الله بن علي للمنصور وهو مقيم بالبصرة مع أخيه سليمان بن علي. وفيها وسع المنصور المسجد الحرام.
وحج بالناس هذه السنة الفضل بن صالح ابن علي وكان على المدينة ومكة والطائف زياد بن عبيد الله الحارثي وعلى الكوفة وسوادها عيسى بن موسى وعلى البصرة سليمان بن علي وعلى قضائها سوار ابن عبد الله وعلى خراسان أبو داود وعلى مصر صالح بن علي.