يوما وقتل النضر ين راشد العبدي وكان قد دخل على امرأته والناس يقتتلون فقال لها كيف أنت إذا أتيت [بأبي ضمرة] في لبد مضرجا بالدم؟ فشقت جيبها ودعت بالويل فقالت له حسبك لو أعولت على كل أنثى لعصيتها شوقا إلى الحور العين فرجع وقاتل حتى استشهد رحمه الله.
فبينا الناس كذلك إذ أقبل رهج وطلعت فرسان فنادى منادي الجنيد الأرض الأرض فترجل وترجل الناس ثم نادى ليخندق كل قائد على حياله فخندقوا وتحاجزوا وقد أصيب من الأزد مائة وتسعون رجلا وكان قتالهم يوم الجمعة فلما كان يوم السبت قصدهم خاقان وقت الظهر فم ير موضعا للقتال أسهل من موضع بكر بن وائل وعليهم زياد بن الحرث فقصدهم فلما قربوا حملت بكر عليهم فأفرجوا لهم فسجد الجنيد واشتد القتال بينهم.
ذكر مقتل سورة بن الحر فلما اشتد القتال ورأى الجنيد شدة الامر استشار أصحابه فقال له عبيد الله بن حبيب اختر إما أن تهلك أنت أم سورة بن الحر قال هلاك سورة أهون علي قال فاكتب إليه فليأتك في أهل سمرقند فإنه إذا بلغ الترك إقباله توجهوا إليه فقاتلوه فكتب إليه الجنيد يأمره بالقدوم وقال حليس بن غالب الشيباني إن الترك بينك وبين الجنيد فإن خرجت كروا