فاقطع المنصور نوبخت ألفي جريب بنهر حويزة.
وحمل رأس إبراهيم إلى المنصور فوضع بين يديه لما رآه بكى حتى خرجت دموعه على خد إبراهيم ثم قال أما والله إني كنت لهذا كارها ولكنك ابتليت بي وابتليت بك! ثم جلس مجلسا عاما وأذن للناس فكان الداخل يدخل فيتناول إبراهيم ويسئ القول فيه ويذكر فيه القبيح التماسا لرضا المنصور والمنصور متمسك متغير لونه حتى دخل جعفر بن حنظلة الدارمي فوقف فسلم ثم قال أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين في ابن عمك وغفر له ما فرط فيه من حقك فاصفر لون المنصور وأقبل عليه وقال يا أبا خالد مرحبا [وأهلا] ههنا فعلم الناس أن ذلك يرضيه فقالوا: مثل قوله.
وقيل: لما وضع الرأس بصق في وجهه رجل من الحرس فأمر به المنصور فضرب بالعمد فهشمت أنفه ووجهه وضرب حتى خمد وأمر به فجروا رجله فالقوه خارج الباب.
قيل نظر المنصور إلى سفيان بن معاوية بعد مدة راكبا فقال لله العجب كيف يقتلني ابن الفاعلة!
انقضى أمر إبراهيم رضي الله عنه.
ذكر عدة حوادث وفيها خرجت الترك والخزر بباب الأبواب فقتلوا من المسلمين بأرمينية جماعة كثيرة.