فأقبل عبد الله ومعه جماعة القواد فالتقوا ثانية بمرج الأخرم فاقتتلوا قتالا شديدا وثبت عبد الله، فانهزم أصحاب أبي الورد وثب هو في نحو من خمسمائة من قومه وصاحبه فقتلوا جميعا وهرب أبو محمد ومن معه حتى لحقوا بتدمر وأمن عبد الله أهل قنسرين وسودوا وبايعوه ودخلوا في طاعته.
ثم انصرف راجعا إلى أهل دمشق لما كان من تبييضهم [عليه] فلما دنا منهم هرب الناس ولم يكن منهم قتال وأمن عبد الله أهلها وبايعوه ولم يأخذهم بما كان منهم.
ولم يزل أبو محمد السفياني متغيبا هاربا ولحق بأرض الحجاز وبقي كذلك إلى أيام المنصور فبلغ زياد ابن عبد الله الحارثي عامل المنصور مكانه فبعث إليه خيلا فقاتلوه واخذوا ابنين له اسيرين فبعث زياد برأس أبي محمد بن عبد الله السفياني وبابنيه فأطلقهما المنصور وأمنهما.
وقيل: أن حرب عبد الله وأبي الورد كانت سلخ ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
ذكر تبييض أهل الجزيرة وخلعهم وفي هذه السنة بيض أهل الجزيرة وخلعوا أبا العباس السفاح وساروا إلى حران وبها موسى بن كعب في ثلاثة آلاف من جند السفاح فحاصروه بها وليس على أهل الجزيرة راس يجمعهم فقدم عليهم إسحاق بن مسلم العقيلي من أرمينية وكان سار عنها حين بلغه هزيمة مروان فاجتمع عليه أهل الجزيرة وحاصر موسى بن كعب نحوا من الشهرين.