فودعه وسار إلى أرمينية واليا عليها وسير هشام الجنود من الشام والعراق والجزيرة فاجتمع عنده من الجنود والمتطوعة مائة وعشرون ألفا فأظهر أنه يري غزو اللان وقصد بلادهم وأرسل إلى ملك الخزر يطلب منه المهادنة فأجابه إلى ذلك وأرسل اليه من يقر الصلح فأمسك الرسول عنده إلى أن فرغ من جهازه وما ير يد ثم أعلظ لهم القول وأذنهم بالحرب وسير الرسول إلى صاحبه بذلك ووكل به من يسيره على طريق فيه بعد وسار هو في أقرب الطرق فما وصل الرسول إلى صاحبه إلا ومروان قد وافاهم فأعلم صاحبه الخبر وأخبره بما قد جمع له مروان وحشد واستعد. فاستشار ملك الخزر أصحابه فقالوا: إن هذا قد اغترك ودخل بلادك فإن أعمت إلى أن تجمع لم يجتمع عندك إلى مدة فيبلغ منك ما يريد وإن أنت لقيته على حالك هذه هزمك وظفر بك والرأي ان تتأخر إلى أقصى بلادك وتدعه وما يريد فقبل رأيهم وسار حيث أمروه.
ودخل مروان البلاد وأوغل فنها وأخربها وغنم وسبى وانتهى إلى آخرها وأقام فيها عدة أيام حتى أذلهم وانتقم منهم ودخل بلاد ملك السرير فأوقع بأهله وفتح قرعا ودان له الملك وصالحه على أل رأس وخمسمائة غلام وخمسمائة جارية سود الشعور ومائة الف مدبر تحمل إلى الباب وصالح مروان أهل تومان على مائة رأس نصفين وعشرين الف مدبر ثم دخل أرض زريكران فصالحه ملكها ثم أتى إلى أرض حمزين فأبى حمزين أن يصالحه فحصرهم فافتتح حصنهم ثم أتى سغدان فافتتحها صلحا ووظف على طيرشانشاه عشرة آلاف مدبر كل سنة تحمل إلى الباب،