يصلح ما أفسد فإن كان سببه كانت به فسير خالد إليها أخاه أسد فلما بلغ عاصما إقبال أسد وأنه قد سير على مقدمته محمد بن مالك الهمداني صالح الحرث بن سريج وكتبا بينهما كتابا على أن ينزل الحرث أي كور خراسان شاء وان يكتبا جميعا إلى هشام يسألانه بكتاب الله وسنة نبيه فإن أبى اجتمعا عليه فختم الكتاب بعض الرؤساء وأبى يحيى بن حضين بن المنذر أن يختم وقال هذا خلع لأمير المؤمنين فانفسخ ذلك.
وكان عاصم بقرية بأعلى مرو وأتاه الحرب بن سريج فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم الحرث وأسر من أصحابه أسرى كثيرة منهم عبد الله بن عمرو المازني رأس أهل مرو الروذ فقتل عاصم الأسرى وكان فرس الحرث قد رمي بسهم فنزعه الحرث وألح على الفرس بالضرب والحضر ليشغله عن أثر الجراحة وحمل عليه رجل من أهل الشام، فلما قرب منه مال الحرث عن فرسه ثم اتبع الشامي فقال له أسألك بحرمة الإسلام في دمي فقال انزل عن فرسك فنزل عن فرسه فركبه الحرث فقال رجل من عبد القيس في ذلك:
(تولت قريش لذة العيش واتقت * بنا كل فج من خراسان أغبرا) (فليت قريشا أصبحوا ذات ليلة * يعومون في لج من البحر أخضرا) وعظم أهل الشام يحيى بن حضين لما صنع في نقض الكتاب وكتبوا كتابا