وقيل: أتى البصرة وأرسل صاحبا له يشتري له طعاما فاشتراه وجاء به على حمار اسود فأدخله الدار التي سكنها وخرج فلم يكن بأسرع من أن كسبت الدار وأخذ موسى وابنه عبد الله وغلامه فأخذوا وحملوا إلى محمد بن سلمان بن علي بن عبد الله بن عباس فلما رأى موسى قال لا قرب الله قرابتكم ولا حيا وجوهكم تركت البلاد كلها إلا بلدا أنا فيه فإن وصلت أرحامكم أغضبت أمير المؤمنين وإن أطعته قطعت أرحامكم ثم أرسلهم إلى المنصور فأمر فضرب موسى وابنه كل واحد خمسمائة سوط فلم يتأوهوا فقال المنصور أعذرت أهل الباطل في صبرهم فما بال هؤلاء فقال موسى أهل الحق أولى بالصبر ثم أخرجهم وأمر بهم فسجنوا:
(خبيب بن ثابت بالخاء المعجمة المضمومة وبيائين موحدتين وبينهما ياء مثناة من تحتها).
ذكر مسير عيسى بن موسى إلى محمد بن عبد الله وقتله ثم إن المنصور أحضر ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وأمره بالمسير إلى المدينة لقتال محمد فقال شاور عمومتك يا أمير المؤمنين ثم قال فأين قول قول ابن هرثمة:
(نزور امرءا لا يمخض القوم سره * ولا ينتجي الأدنين عما يحاول) (إذا ما أتى شيئا مضى كالذي أتى * وإن قال إني فاعل فهو فاعل) فقال المنصور امض أيهات الرجل فوالله ما يراد غيري وغيرك، وما