ذكر بيعة مروان بن محمد بن مروان وفي هذه السنة بويع بدمشق لمروان بالخلافة.
وكان سب ذلك أنه لما دخل دمشق وهرب إبراهيم بن الوليد وسليمان ثار من بدمشق من موالي الوليد إلى دار عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك فقتلوه ونبشوا قتل يزيد بن الوليد وصلبوه على باب الجابية وأتي مروان بغلامين الحكم وعثمان ابني الوليد مقتولين بيوسف بن عمر فدفنهم وأتي بأبي محمد السفياني في قيوده فسلم عليه بالخلافة ومروان يسلم عليه يومئذ بالإمرة فقال مروان مه فقال انهما جعلاها لك بعهدهما وأنشده شعرا قال الحكم في السجن وكانا قد بلغا وولدا لأحدهما وهو الحكم فقال الحكم:
(إلا من مبلغي مروان عني * وعمي الغمر طال به حنينا) (بأني قد ظلمت وصار قومي * على قتل الوليد مشايعينا) (أيذهب كلهم بدمي ومالي * فلا غثا أصبت ولا سمينا) (ومروان بأرض بني نزار * كليث الغاب مفترس عرينا) (أتنكث بيعتي من أجل أمي * فقد بايعتم قبلي هجينا) (فإن أهلك وولي عهدي * فمروان أمير المؤمنينا) ثم قال ابسط يديك أبايعك وسمعه من مع مروان وكان أول من بايعه معاوية بن يزيد بن حصين بن نمير ورؤوس أهل حمص والناس بعده.