الاحكام - الآمدي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٦
السابع قالوا: العلة في القياس طريق إلى إثبات الحكم في الفرع، فإذا وجدت العلة في فرعين، امتنع أن تكون طريقا إلى العلم بحكم أحدهما دون الآخر، كما في الادراكات والأدلة العقلية.
الثامن قالوا: لو جاز وجود العلة الشرعية في فروع يثبت الحكم معها في البعض دون البعض لم يكن البعض بالاثبات أولى من البعض الآخر.
وما ذكرتموه من دليل الانتقاض في الصورة الأخيرة معارض من أربعة أوجه: (1) الأول إجماع الصحابة على ذلك. ودليله ما روي عن ابن مسعود أنه كان يقول هذا حكم معدول به عن سنن القياس (2) واشتهر ذلك فيما بين الصحابة من غير نكير، فصار إجماعا.
الثاني: أن العلة الشرعية أمارة على الحكم في الفرع، ووجودها في موضع من غير حكم لا يخرجها عن كونها أمارة، فإنه ليس من شرط كون الامارة أمارة على شئ أن يكون ذلك الشئ ملازما لها دائما بدليل وجود جميع الامارات الشرعية على إثبات الاحكام، وإن لم تكن الاحكام ملازمة لها قبل ورود الشرع وبدليل الغيم الرطب، فإنه أمارة على وجود المطر، وإن لم يكن المطر ملازما له ولذلك، فإن وقوف مركوب القاضي على باب الملك أمارة على كونه في دار الملك ولا يخرج في ذلك أمارة، لوجوده (3) في بعض الأوقات والقاضي غير موجود

1 - الصورة الأخيرة هي ما إذا كانت العلة مستنبطة وتخلف الحكم عنها على غير طريق الاستثناء، وبدون معارض لها من وجود مانع أو فقد شرط، وقد اختار الآمدي بطلان العلة بتخلف حكمها عنها في في هذه الصورة، واستدل على ذلك بما تقدم، فعارضه من يقول بجواز تخصيص العلة مطلقا بأربعة أوجه ذكرها الآمدي وأجاب عنها 2 - هذا حكم معدول به عن سنن القياس لم أجد هذه الكلمة عن ابن مسعود وليست مما يشبه لغة عند الصحابة - لكنها شبيهة بلغة علماء الفقه وأصوله في نقاشهم وجدالهم عند الاستدلال واشتداد الخلاف بينهم ومع ذلك فقد ذكر ابن تيمية في ص 504 وما بعدها من ج 20 كثيرا من المسائل التي ادعى فيها علماء الفقه وأصوله انهما على خلاف القياس وبين انها لم تخرج عن قاعدة القياس فارجع إليه.
3 - لوجوده - في العبارة تحريف والصواب بوجوده - والباء سببية، وجملة (والقاضي غير موجود في دار الملك) حالية.
(٢٢٦)
مفاتيح البحث: ابن تيمية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست