وجه أجمعوا عليه، لأنه سبيلهم الذي لا يجوز ترك اتباعه. وذكروا ما حدثناه عبد الله بن يوسف، ثنا أحمد بن فتح، ثنا عبد الوهاب بن عيسى، ثنا أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن علي، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا سعيد بن منصور، وأبو الربيع العتكي، وقتيبة، قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله - زاد العتكي وسعيد في روايتهما -: وهم كذلك.
وبه إلى مسلم حدثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني عمير بن هاني، قال: سمعت معاوية على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس.
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني، ثنا إبراهيم بن أحمد، ثنا الفريري، ثنا البخاري، ثنا الحميدي، ثنا الوليد هو ابن مسلم، ثنا ابن جابر هو عبد الرحمن بيزيد بن جابر - حدثني عمير بن هاني قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك قالوا: فصح أنه لا تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على غير الحق أبدا، لأنه صلى الله عليه وسلم قد أنذر بأنه لا يزال منهم قائم بالحق أبدا.
قال أبو محمد: وقد روي أنه عليه السلام قال: لا تجتمع أمتي على ضلالة وهذا وإن لم يصح لفظه ولا سنده فمعناه صحيح بالخبرين المذكورين آنفا.
قال أبو محمد: هذا كل ما احتجوا به، ما لهم حجة غير هذا أصلا.
قال أبو محمد: وكل هذا حق لا ينكره مسلم ونحن لم نخالفهم في صحة الاجماع، وإنما خالفناهم في موضعين من قولهم.
أحدهما: تجويزهم أن يكون الاجماع على غير نص.
والثاني: دعواهم الاجماع في مواضع ادعوا فيه الباطل، بحيث لا يقطع أنه إجماع بلا برهان. أما في مكان قد صح فيه الاختلاف موجودا، وإما في مكان