____________________
وهذا مراده من قوله: ((وان لم يكن بينهما تفاوت في الأثر)) كما مر، ومراده بالأثر الذي لا تفاوت فيه بين الموصلة وغيرها هو التمكن.
(1) وحاصل ان قلت: انه لا ننكر ان هناك تفاوتا بين الموصلة وغيرها في اتصاف إحداهما بالايصال دون الأخرى، إلا ان هذا الاتصاف لا يعقل ان يكون هو الداعي للمطلوبية، فإن الداعي إلى مطلوبية شيء انما يكون ما يتحمله ذات ما هو المطلوب من الأثر، وأما ما هو خارج عن ذات المطلوب وان أوجب فرقا في الوصف الا انه لا يكون هو الداعي والغرض الذي تدور المطلوبية مداره، والأثر الذي يتحمله ذات المقدمة هو التمكن، واما الاتصاف بالموصلية وعدمها فهو إنما ينتزع عما هو خارج عن ذات ما هو المقدمة، فإنه ينتزع عن حصول الواجب عقبها وعدم حصوله، وهذا امر خارج عما تتحمله المقدمة. وقد عرفت انه لا يكون الداعي والغرض إلا ما تتحمله ذات المقدمة، ففي ناحية ما هو مقدمة وما تتحمله المقدمة من الأثر الذي هو التمكن لا فرق بين الموصلة وغيرها، فإنه كما يحصل التمكن بالموصلة يحصل بغير الموصلة أيضا، ففي ذات ما هو مقدمة متحملة لأثر يترتب على ذاتها لا فرق بينهما أصلا، وهذا هو مراده من قوله: ((انما يوجب ذلك)): أي هذا الفرق الذي ذكر بين الموصلة وغيرها ((تفاوتا فيهما)): أي في فردي المقدمة من الموصلة وغيرها ((لو كان ذلك لأجل تفاوت في ناحية المقدمة)) وما يمكن ان تتحمله من الأثر على ذاتها
(1) وحاصل ان قلت: انه لا ننكر ان هناك تفاوتا بين الموصلة وغيرها في اتصاف إحداهما بالايصال دون الأخرى، إلا ان هذا الاتصاف لا يعقل ان يكون هو الداعي للمطلوبية، فإن الداعي إلى مطلوبية شيء انما يكون ما يتحمله ذات ما هو المطلوب من الأثر، وأما ما هو خارج عن ذات المطلوب وان أوجب فرقا في الوصف الا انه لا يكون هو الداعي والغرض الذي تدور المطلوبية مداره، والأثر الذي يتحمله ذات المقدمة هو التمكن، واما الاتصاف بالموصلية وعدمها فهو إنما ينتزع عما هو خارج عن ذات ما هو المقدمة، فإنه ينتزع عن حصول الواجب عقبها وعدم حصوله، وهذا امر خارج عما تتحمله المقدمة. وقد عرفت انه لا يكون الداعي والغرض إلا ما تتحمله ذات المقدمة، ففي ناحية ما هو مقدمة وما تتحمله المقدمة من الأثر الذي هو التمكن لا فرق بين الموصلة وغيرها، فإنه كما يحصل التمكن بالموصلة يحصل بغير الموصلة أيضا، ففي ذات ما هو مقدمة متحملة لأثر يترتب على ذاتها لا فرق بينهما أصلا، وهذا هو مراده من قوله: ((انما يوجب ذلك)): أي هذا الفرق الذي ذكر بين الموصلة وغيرها ((تفاوتا فيهما)): أي في فردي المقدمة من الموصلة وغيرها ((لو كان ذلك لأجل تفاوت في ناحية المقدمة)) وما يمكن ان تتحمله من الأثر على ذاتها