____________________
(1) قد عرفت ما أجابه المصنف عن الاستدلال الأول والثاني الذي اعتمد عليهما صاحب الفصول في اختصاص الوجوب بخصوص الموصلة، وأراد ان يشير إلى الجواب عن استدلاله الثالث فأشار اليه بقوله: ((واما ما افاده))... إلى آخره.
وحاصل الجواب: ما مر منه - أيضا - بان الداعي إلى الايجاب لا يكون الا للأثر الذي يترتب على نفس المقدمة وليس الا التمكن، وأما الايصال فليس من اثار ما هو مقدمة لازما لها ومنتزعا عن نفس ذاتها، لوضوح انه قد يترتب على ما هو المقدمة فيما إذا اختار المكلف اتيان الواجب بعد الاتيان بها، وقد لا يترتب فيما إذا لم يختر المكلف اتيان الواجب بعد الاتيان بالمقدمة. ثم أشار إلى أن الذي يمكن ان يكون غرضا لايجاب المتعلق بشيء انما هو ما يترتب على نفس الشيء وملازما للانتزاع عن نفس ذاته - دون الشيء الذي قد يترتب عليه وقد لا يترتب - وهو التمكن فإنه لا يفارق ذات ما هو مقدمة أصلا، بخلاف الايصال فإنه قد يترتب عليها وقد لا يترتب عليها ومثل هذا لا يكون هو الغرض الداعي لايجابها ولذا قال: ((ولا يكاد يكون مثل ذا)): أي الايصال الذي قد يترتب عليها وقد لا يترتب ((غاية لمطلوبيتها وداعيا إلى ايجابها)).
وحاصل الجواب: ما مر منه - أيضا - بان الداعي إلى الايجاب لا يكون الا للأثر الذي يترتب على نفس المقدمة وليس الا التمكن، وأما الايصال فليس من اثار ما هو مقدمة لازما لها ومنتزعا عن نفس ذاتها، لوضوح انه قد يترتب على ما هو المقدمة فيما إذا اختار المكلف اتيان الواجب بعد الاتيان بها، وقد لا يترتب فيما إذا لم يختر المكلف اتيان الواجب بعد الاتيان بالمقدمة. ثم أشار إلى أن الذي يمكن ان يكون غرضا لايجاب المتعلق بشيء انما هو ما يترتب على نفس الشيء وملازما للانتزاع عن نفس ذاته - دون الشيء الذي قد يترتب عليه وقد لا يترتب - وهو التمكن فإنه لا يفارق ذات ما هو مقدمة أصلا، بخلاف الايصال فإنه قد يترتب عليها وقد لا يترتب عليها ومثل هذا لا يكون هو الغرض الداعي لايجابها ولذا قال: ((ولا يكاد يكون مثل ذا)): أي الايصال الذي قد يترتب عليها وقد لا يترتب ((غاية لمطلوبيتها وداعيا إلى ايجابها)).