وقد لمع اسمه في فضلاء عصره في بحث المحقق الخراساني. يقول الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه الله وهو من زملائه يومئذ في درس الآخوند: (ولا أزال أتذكر جيدا إنه كان من أجلاء تلامذة شيخنا الخراساني وكبارهم ومن مدرسي السطوح المعروفين يومذاك) (1).
وتصدى للتدريس للسطوح العليا وخارج الفقه والأصول - كما حدثني تلميذه الشيخ ميرزا هاشم الآملي (حفظه الله) - ستين سنة واشتغل في التدريس على منبر الدراسات العليا (بحث الخارج) أكثر من ثلاثين سنة بعد وفاة أستاذه الشيخ محمد كاظم الخراساني سنة 1329. وبرز في التدريس، وكان مجلس درسه حافلا بفضلاء عصره لما به من دقة الرأي وعمق النظر وسداد التفكير وسلامة الذوق الفقهي والإحاطة بكلمات الفقهاء والفهم أو المنهجية في البحث وعذوبة البيان وطلاقة المنطق... وكان كل ذلك يحببه إلى تلاميذه فيؤثرون درسه على كثير من دروس معاصريه من مشايخ النجف وفقهائها وكان رحمه الله متميزا في مجلس درسه بإفساح الفرصة للطلاب في المناقشة الحرة ولم يكن صدره ضيقا بمناقشة طلابه. وكان طلبته يجدون في سعة صدره فرصة مناسبة لطرح مناقشاتهم بصورة حرة مع شيخهم في مجلس الدرس وكانت تنقل هذه المناقشات والمطارحات من الشيخ وتلاميذه نكات طريفة كان يتفكه بها طلبة العلم في مجالسهم الخاصة يومئذ في النجف الأشرف ولا تزال بعض هذه النكات عالقة في ذاكرة شيوخ العلم في النجف وقم إلى اليوم الحاضر.
تخرج على يده أكثر من ثلاثة آلاف من الفقهاء والمجتهدين ومراهقي الاجتهاد والفضلاء كما حدثني بذلك المحقق الآملي حفظه الله. ومن أبرز تلاميذه الذين تخرجوا من مجلس درسه وبرزوا في الأوساط الدينية والسياسية والفقهية