الذي ورثه من مدرسة الشيخ الأنصاري، وقد كان أبرز تلامذة الشيخ الأنصاري تأثيرا على الفكر الأصولي بعد زمن الشيخ الأنصاري هو المحقق الآخوند الخراساني صاحب الكفاية الذي لم يقنع بما ورثه من الإبداع والتجديد في مدرسة أستاذه الأنصاري حتى أكمل مسيرة التجديد بنظرياته وآرائه التي جمعت بين الدقة والمتانة والإبداع.
هذا والحق أن التفكير الأصولي في تأريخه الملئ بالتجديد والإبداع لا سيما في القرون الثلاثة الأخيرة، إنما بلغ ذروة الكمال في العصر الذي تلا عصر الآخوند، وعلى يد أبطال المدرسة الأصولية الحديثة الثلاثة، وهم: آيات الله الكبرى:
1 - المحقق الميرزا حسين النائيني.
2 - والمحقق الشيخ محمد حسين الإصفهاني.
3 - والمحقق الآقا ضياء الدين العراقي قدس الله أسرارهم.
إذ فتحت على أيديهم آفاق جديدة من مسائل هذا الفن وقوي استحكام مبانيه، وجاؤوا بنظريات وآراء جديدة في مختلف أبواب هذا العلم حتى جعلوا منه علما قوي المباني راسخ الدعائم قادرا على استيعاب مستجدات الفقه الإسلامي وإمداده بمناهج الاستدلال وطرائق التفكير، رغم تطورات الحياة المعاصرة واتساع آفاقها وتعقيد مسائلها واختلاف مشاكلها.
ولكل من هؤلاء الأبطال الثلاثة من زعماء المدرسة الأصولية الحديثة منهجيته وطريقته الخاصة التي يتميز بها عن قرينيه، والتعرف على تفاصيل هذه المميزات بحاجة إلى دراسات معمقة ومطولة تنفذ إلى عمق آرائهم ونظرياتهم وتلتمس الدقائق الخفية على الأكثرين من أسرار كلماتهم وأقوالهم، غير أن هناك سمات مشتركة في تفكير هؤلاء الأعلام من أهمها:
1 - المنهجية.