ورؤية صافية ونقية لمسائل الفقه وذوقا سليما سويا في التفكير والاستدلال كان سريع الانتباه والانتقال قوي الحجة والعارضة وكان ذلك يمنحه موضعا متفوقا في البحث والحوار العلمي وكان مشهودا له بذلك من قبل أقرانه. وما فتح الله تعالى عليه في الفقه والأصول من رؤى وتصورات وأفكار جديدة وما فتح الله تعالى على يده من آفاق جديدة يشهد له بذلك. وقد عرف رحمه الله منذ نشأته الفكرية الأولى ومنذ شبابه المبكر بحدة الذكاء وقوة التفكير وسلامة الذوق والرأي وكان موضع احترام وإكبار أساتذته الذين يدرس عندهم، وكان المحقق العراقي من النفر الذين يصغي إليهم أستاذهم (الخراساني) ويسكت إذا بدأ بالكلام أثناء الدرس، وكان (الخراساني) معروفا بقوته في ضبط نظام الدرس وهيمنته على طلبته ومن دون ذلك لم يكن بالإمكان أن يحفظ نظام مثل هذا الدرس المهم الذي يضم أكثر من ألف طالب فيهم الكثير من الفقهاء والمجتهدين وأساتذة الفقه والأصول فكان يسكت تلاميذه إذا تكلموا بكلام ضعيف. وكان بين تلاميذه نفر من الفقهاء معروفين بعمق النظر ودقة الرأي والسداد في التفكير والسلامة في الذوق يمنحهم شيخهم الخراساني احتراما وتقديرا أكثر من غيرهم فإذا تكلم أحدهم توقف عن الاستمرار في الدرس وأصغى إليه باحترام. وكان من هؤلاء المحقق العراقي. وقد حدثني العلامة السيد هبة الدين الشهرستاني رحمه الله قال كان يتفق أن شبهة أو نكتة في الدرس كانت تثير النقاش والحوار من الطلبة فترتفع أصوات الطلبة بالاعتراض والنقاش فإذا تكلم أحدهم (ومنهم السيد آقا حسين البروجردي رحمه الله وكان يحدثني عن فقاهة السيد البروجردي ونبوغه في شبابه) أشار المحقق الخراساني إلى الطلبة يطلب منهم أن يسكتوا ليستمع إليه.
وكان المحقق العراقي رحمه الله سريع الانتقال قوي العارضة قوي الحجة بحاثا يدير الحوار العلمي بكفاءة علمية يوصل محاوره إلى النتيجة من أقرب