2 - الدقة.
3 - التجديد.
ونجد هذه السمات الثلاثة بارزة في مدرسة المحقق الآقا ضياء الدين العراقي، في كل مفردة من مفردات تفكيره الأصولي، فمن المنهجية الرائعة التي لا يتخلف عنها، إلى الدقة المنقطعة النظير والتي قل أن تفوتها صغائر المحتملات في كل مسألة تصدى لدراستها، إلى التجديد المستوعب حتى ليمكن القول إنه لا تكاد تستثنى مسألة أصولية من محاولة جديدة إما في المضمون أو في طريقة العرض، كل هذه سمات بارزة على تفكير مدرسة المحقق العراقي قدس الله سره.
وكتاب المقالات - الذي بين أيدينا - هو الكتاب الذي يجمع آخر ما توصلت إليه المدرسة العراقية في التفكير الأصولي ويعد من أهم مصادر الفكر الأصولي المعاصر، وقد كانت تحول دون الاستفادة الكاملة من هذا الكتاب عوامل منها: تعقيد العبارة، ومنها الطباعة غير الفنية والمليئة بالأخطاء الفاحشة المغيرة للمعنى، والتي كانت في كثير من مواردها تزيد تعقيد العبارة تعقيدا يجعل الوصول إلى المعنى المراد شبه المستحيل، وقد بذل فضيلة حجة الاسلام الشيخ محسن العراقي وفضيلة السيد منذر الحكيم جهدا كبيرا في سبيل تصحيح متن الكتاب عن طريق عرض نسخته على النسخ المصححة تحت إشراف المصنف نفسه وبأيدي الموثوقين من تلاميذه، وتقطيع عبائره بالشكل الذي يسهل للمراجعين فهم النص، والتعليق عليه في بعض الموارد التي اقتضت المناسبة أو الضرورة توضيح ما أغلق من المتن.
وقد تصدى مجمع الفكر الإسلامي لعرض هذا الأثر العلمي القيم بالشكل الذي يتناسب والمكانة التي يحتلها في عالم الفكر، شاكرا المولى سبحانه وتعالى على هذا التوفيق وآملا منه سبحانه الرضا وحسن القبول. ولا يسعنا إلا أن نتقدم لسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الآصفي دام عزه