عدة الأصول (ط.ج) - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٦٩٠
بالمقاييس (1).
وروى عن عبد الله بن عمر انه قال: " السنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه " وآله وسلم، ولا تجعلوا الرأي سنة للمسلمين " (1).
وقال مسروق: " لا أقيس شيئا بشئ أخاف أن تزل قدمي بعد ثبوتها " (1).
وكان ابن سيرين يذم القياس ويقول: " أول من قاس إبليس " (1).
وروي عنه انه كان لا يكاد يقول شيئا برأيه (1).
وقال الشعبي (2) لرجل " لعلك من القايسين " (1).
وقال: " ان أخذتم بالقياس أحللتم الحرام وحرمتم الحلال (1).
وكان أبو سلمة بن عبد الرحمن (3) لا يفتى برأيه.
وإذا كان القوم قد صرحوا بذم القياس وانكاره هذا التصريح، فكيف يدعى ارتفاع نكيرهم؟، وأي نكير يتجاوز ما ذكرناه ورويناه عنهم؟
وليس لهم ان يتأولوا الألفاظ التي رويناها ويستكره‍ [وا] التأويل فيها ويتعسفوه، مثل ان يحملوها على انكار بعض القياس دون بعض، أو على وجه دون وجه، ليسلم لهم ما حكوه من قولهم بالرأي والقياس!
لان ذلك انما يسوغ لو كان ما استدلوا به على قولهم بالقياس غير محتمل للتأويل، وكان صريحا في دلالته على ذلك، فانا قد بينا ان جميع ما تعلقوا به من اختلافهم في مسألة الحرام وغيرها من المسائل لا يدل على القياس، ولا له أيضا

(1) انظر المصادر الواردة في هامش رقم (2) صفحة 666.
(2) هو أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار، الشعبي، الحميري، من التابعين ولد ومات بالكوفة سنة 103 ه‍ كان من المنحرفين عن أهل البيت عليهم السلام والموالين لبني أمية، اتصل بعبد الملك بن مروان فكان نديمه وسميره، واستقضاه عمر بن عبد العزيز، يعده أهل السنة من الفقهاء والمحدثين الثقات!!
(3) في اسمه اختلاف، قيل: ليس له اسم، وقيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، وقيل: اسمه وكنيته واحد وهو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، قيل: إنه أحد الفقهاء السبعة في المدينة، يعد من الفقهاء والمحدثين الثقات عند أهل السنة، وفي سنة 94 أو 104.
(٦٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 685 686 687 688 689 690 691 692 693 694 695 ... » »»
الفهرست