فصل [1] " في ذكر حقيقة النسخ، وبيان شرائطه، والفصل بينه وبين البداء " النسخ في اللغة يستعمل على وجهين:
أحدهما: بمعنى الإزالة، كما يقال: " نسخت الشمس الظل " و " نسخت الريح آثارهم ".
والآخر: بمعنى النقل، كما يقال: " نسخت الكتاب ".
وذهب أبو هاشم (1) إلى أنه حقيقة في الإزالة، مجاز في النقل، قال: لأن من نسخ الكتاب لم ينقل ما فيه، وإنما أثبت مثله، فلما كان كذلك فيجب أن يكون مجازا.
والأولى أن يقال إنه حقيقة فيهما، لأنا وجدنا أهل اللغة يستعملون ذلك، لأنهم يعتقدون أن ذلك نقل على الحقيقة وإن كان اعتقادهم فاسدا، ويجري ذلك