لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إنه ليختصم حتى الشاتان فيما انتطحتا " تفرد به أحمد رحمه الله وفي المسند عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتين ينتطحان فقال " أتدري فيم ينتطحان يا أبا ذر؟ " قلت لا قال صلى الله عليه وسلم " لكن الله يدري وسيحكم بينهما " وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا سهل بن محمد ثنا حيان بن أغلب ما أبي ثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يجاء بالامام الجائر الخائن يوم القيامة فتخاصمه الرعية فيفلحون عليه فيقال له سد ركنا من أركان جهنم " ثم قال الأغلب بن تميم ليس بالحافظ. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما " ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " يقول يخاصم الصادق الكاذب والمظلوم الظالم والمهتدي الضال والضعيف المستكبر وقد روى ابن منده في كتاب الروح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
يختصم الناس يوم القيامة حتى تختصم الروح مع الجسد فتقول الروح للجسد أنت فعلت ويقول الجسد للروح أنت أمرت وأنت سولت فيبعث الله تعالى ملكا يفصل بينهما فيقول لهما إن مثلكما كمثل رجل مقعد بصير والآخر ضرير دخلا بستانا فقال المقعد للضرير إني أرى ههنا ثمارا ولكن لا أصل إليها فقال له الضرير اركبني فتناولها فركبه فتناولها فأيهما المعتدي؟ فيقولان كلاهما فيقول لهما الملك فإنكما قد حكمتما على أنفسكما يعني أن الجسد للروح كالمطية وهو راكبه. وقال ابن أبي حاتم حدثنا جعفر بن أحمد بن عوسجة ثنا ضرار حدثنا أبو سلمة الخزاعي حدثنا منصور بن سلمة ثنا القمي - يعني يعقوب بن عبد الله - عن جعفر بن المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية وما نعلم في أي شئ نزلت " ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " قال قلنا من نخاصم؟ ليس بيننا وبين أهل الكتاب خصومة فمن نخاصم؟ حتى وقعت الفتنة فقال ابن عمر رضي الله عنهما: هذا الذي وعدنا ربنا عز وجل نختصم فيه ورواه النسائي عن محمد بن عامر عن منصور بن سلمة به وقال أبو العالية في قوله تبارك وتعالى " ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " قال يعني أهل القبلة وقال ابن زيد: يعني أهل الاسلام وأهل الكفر وقد قدمنا أن الصحيح العموم والله سبحانه وتعالى أعلم * فمن أظلم ممن كذب على الله بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين (32) والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون (33) لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين (34) ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون (35) يقول عز وجل مخاطبا للمشركين الذين افتروا على الله وجعلوا معه آلهة أخرى وادعوا أن الملائكة بنات الله وجعلوا لله ولدا تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ومع هذا كذبوا بالحق إذ جاءهم على ألسنة رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولهذا قال عز وجل " فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه " أي لا أحد أظلم من هذا لأنه جمع بين طرفي الباطل كذب على الله وكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا الباطل وردوا الحق ولهذا قال جلت عظمته متوعدا لهم " أليس في جهنم مثوى للكافرين " وهم الجاحدون المكذبون ثم قال جل وعلا " والذي جاء بالصدق وصدق به " قال مجاهد وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد: الذي جاء بالصدق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال السدي هو جبريل عليه السلام " وصدق به " يعني محمدا وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما " والذي جاء بالصدق " قال من جاء بلا إله إلا الله " وصدق به " يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ الربيع بن أنس " الذين جاءوا بالصدق " يعني الأنبياء " وصدقوا به " يعني الاتباع. وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد