تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد إلا قال الله عز وجل لملائكته يوم القيامة إن عبدي قد عهد إلى عهدا فأوفوه إياه فيدخله الله الجنة " قال سهيل فأخبرت القاسم بن عبد الرحمن أن عونا أخبر بكذا وكذا فقال ما فينا جارية إلا وهي تقول هذا في خدرها انفرد به الإمام أحمد. وقال الإمام أحمد حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن حدثه قال أخرج لنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قرطاسا وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا نقول " اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شئ وإله كل شئ أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون أعوذ بك من الشيطان وشركه وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثما أو أجره إلى مسلم " قال أبو عبد الرحمن رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن يقول ذلك حين يريد أن ينام تفرد به أحمد أيضا.
وقال الإمام أحمد أيضا حدثنا خلف بن الوليد ثنا ابن عياش عن محمد بن زياد الالهاني عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقلت له حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى بين يدي صحيفة فقال هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرت فيها فإذا فيها أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أبا بكر قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شئ ومليكه أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه أو أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم " ورواه الترمذي عن الحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش به وقال حسن غريب من هذا الوجه وقال الإمام أحمد حدثنا هاشم حدثنا سيار عن ليث عن مجاهد قال: قال أبو بكر الصديق أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي من الليل " اللهم فاطر السماوات والأرض الخ " وقوله عز وجل " ولو أن للذين ظلموا " وهم المشركون " ما في الأرض جميعا ومثله معه " أي ولو أن جميع ما في الأرض وضعفه معه " لافتدوا به من سوء العذاب " أي الذي أوجبه الله تعالى لهم يوم القيامة ومع هذا لا يقبل منهم الفداء ولو كان ملء الأرض ذهبا كما قال في الآية الأخرى " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " أي وظهر لهم من الله من العذاب والنكال بهم ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم " وبدا لهم سيئات ما كسبوا " أي وظهر لهم جزاء ما اكتسبوا في الدار الدنيا من المحارم والمأثم " وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون " أي وأحاط بهم من العذاب والنكال ما كانوا يستهزئون به في الدار الدنيا.
فإذا مس الانسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولاكن أكثرهم لا يعلمون (49) قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50) فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين (51) أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لايات لقوم يؤمنون (52) يقول تبارك وتعالى مخبرا عن الانسان أنه في حال الضراء يتضرع إلى الله عز وجل وينيب إليه ويدعوه وإذا خوله نعمة منه بغى وطغى وقال " إنما أوتيته على علم " أي لما يعلم الله تعالى من استحقاقي له ولولا أني عند الله خصيص لما خولني هذا قال قتادة على علم عندي على خبر عندي قال الله عز وجل " بل هي فتنة " أي ليس