شيخا حدثه من أهل البصرة عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الشفع والوتر فقال " هي الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر " هكذا وقع في المسند وكذا رواه ابن جرير عن بندار عن عفان وعن أبي كريب عن عبيد الله بن موسى كلاهما عن همام وهو ابن يحيى عن قتادة عن عمران بن عصام عن شيخ عن عمران بن حصين وكذا رواه أبو عيسى الترمذي عن عمرو بن علي عن ابن مهدي وأبي داود كلاهما عن همام عن قتادة عن عمران بن عصام عن رجل من أهل البصرة عن عمران بن حصين به ثم قال غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة وقد رواه خالد بن قيس أيضا عن قتادة وقد روي عن عمران بن عصام عن عمران نفسه والله أعلم " قلت " ورواه ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام الضبعي شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره هكذا رأيته في تفسيره فجعل الشيخ البصري هو عمران بن عصام. وهكذا رواه ابن جرير أخبرنا نصر بن علي حدثني أبي حدثني خالد بن قيس عن قتادة عن عمران بن عصام عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفع والوتر قال " هي الصلاة منها شفع ومنها وتر " فأسقط ذكر الشيخ المبهم وتفرد به عمران بن عصام الضبعي أبو عمارة البصري إمام مسجد بني ضبيعة وهو والد أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي روى عنه قتادة وابنه أبو جمرة والمثنى بن سعيد وأبو التياح يزيد بن حميد وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وذكره خليفة بن خياط في التابعين من أهل البصرة وكان شريفا نبيلا حظيا عند الحجاج بن يوسف ثم قتله يوم الراوية سنة ثنتين وثمانين لخروجه مع ابن الأشعث وليس له عند الترمذي سوى هذا الحديث الواحد وعندي أن وقفه على عمران بن حصين أشبه والله أعلم ولم يجزم ابن جرير بشئ من هذه الأقوال في الشفع والوتر وقوله تعالى (والليل إذا يسر) قال العوفي عن ابن عباس أي إذا ذهب وقال عبد الله بن الزبير " والليل إذا يسر " حتى يذهب بعضه بعضا وقال مجاهد وأبو العالية وقتاة ومالك عن زيد بن أسلم وابن زيد " والليل إذا يسر " إذا سار وهذا يمكن حمله على ما قال ابن عباس أي ذهب ويحتمل أن يكون المراد إذا سار أي أقبل وقد يقال إن هذا أنسب لأنه في مقابلة قوله " والفجر " فإن الفجر هو إقبال النهار وإدبار الليل فإذا حمل قوله " والليل إذا يسر " على إقباله كان قسما بإقبال الليل وإدبار النهار وبالعكس كقوله " والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس " وكذا قال الضحاك " والليل إذا يسر " أي يجري وقال عكرمة " والليل إذا يسر " يعني ليلة جمع ليلة المزدلفة. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
ثم قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام حدثنا أبو عامر عن كثير بن عبد الله بن عمرو قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول في قوله " والليل إذا يسر " قال أسر يا سار ولا تبيتن إلا بجمع وقوله تعالى (هل في ذلك قسم لذي حجر) أي لذي عقل ولب ودين وحجى وإنما سمي العقل حجرا لأنه يمنع الانسان من تعاطي مالا يليق به من الافعال والأقوال ومنه حجر البيت لأنه يمنع الطائف من اللصوق بجداره الشامي ومنه حجر اليمامة وحجر الحاكم على فلان إذا منعه التصرف " ويقولون حجرا محجورا " كل هذا من قبيل واحد ومعنى متقارب وهذا القسم هو بأوقات العبادة وبنفس العبادة من حج وصلاة وغير ذلك من أنواع القرب التي يتقرب بها إليه عباده المتقون المطيعون له الخائفون منه المتواضعون لديه الخاشعون لوجهه الكريم ولما ذكر هؤلاء وعبادتهم وطاعتهم قال بعده (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) وهؤلاء كانوا متمردين عتاة جبارين خارجين عن طاعته مكذبين لرسله جاحدين لكتبه فذكر تعالى كيف أهلكهم ودمرهم وجعلهم أحاديث وعبرا فقال " ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد " وهؤلاء عاد الأولى وهم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح. قاله ابن إسحاق وهم الذين بعث الله فيهم رسوله هودا عليه السلام فكذبوه وخالفوه فأنجاه الله من بين أظهرهم ومن آمن معه منهم وأهلكهم " بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية " وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع ليعتبر بمصرعهم المؤمنون