موسى بن أبي عائشة قال سألت سعيد بن جبير قلت " أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى " قال: قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأبي جهل ثم نزل به القرآن.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة وحدثنا أبو داود حدثنا محمد بن سليمان حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس " أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى "؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل ثم أنزله الله عز وجل قال ابن أبي حاتم وحدثنا أبي حدثنا هشام بن خالد حدثنا شعيب عن إسحاق حدثنا سعيد عن قتادة قوله " أولى لي فأولى ثم أولى لك فأولى " وعيد على أثر وعيد كما تسمعون وزعموا أن عدو الله أبا جهل أخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم بمجامع ثيابه ثم قال " أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى " فقال عدو الله أبو جهل أتوعدني يا محمد؟ والله لا تستطيع أنت ولا ربك شيئا وإني لاعز من مشى بين جبليها وقوله تعالى (أيحسب الانسان أن يترك سدى) قال السدي يعني لا يبعث وقال مجاهد والشافعي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يعني لا يؤمر ولا ينهى والظاهر أن الآية تعم الحالين أي ليس يترك في هذه الدنيا مهملا لا يؤمر ولا ينهى ولا يترك في قبره سدى لا يبعث بل هو مأمور منهي في الدنيا محشور إلى الله في الدار الآخرة والمقصود هنا إثبات المعاد والرد على من أنكره من أهل الزيغ والجهل والعناد ولهذا قال تعالى مستدلا على الإعادة بالبداءة فقال تعالى " ألم يك نطفة من منى يمنى " أي أما كان الانسان نطفة ضعيفة من ماء مهين يمنى: يراق من الأصلاب في الأرحام؟ (ثم كان علقة فخلق فسوى) أي فصار علقة ثم مضغة ثم شكل ونفخ فيه الروح فصار خلقا آخر سويا سليم الأعضاء ذكرا أو أنثى بإذن الله وتقديره؟ ولهذا قال تعالى " فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى " ثم قال تعالى (أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى) أي أما هذا الذي أنشأ هذا الخلق السوي من هذه النطفة الضعيفة بقادر على إن يعيده كما بدأه؟ وتناول القدرة للإعادة إما بطريق الأولى بالنسبة إلى البداءة وإما مساوية على القولين في قوله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) والأول أشهر كما تقدم في سورة الروم وبيانه تقريره والله أعلم.
قال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا شبابة عن شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن آخر أنه كان فوق سطح يقرأ ويرفع صوته بالقرآن فإذا قرأ " أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى " قال سبحانك اللهم فبلى فسئل عن ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك وقال أبو داود رحمه الله حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة قال كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ " أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى " قال سبحانك فبلى فسألوه عن ذلك فقال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرد به أبو داود ولم يسم هذا الصحابي ولا يضر ذلك وقال أبو داود أيضا حدثنا عبد الله بن محمد الزهري حدثنا سفيان حدثني إسماعيل بن أمية سمعت أعرابيا يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ منكم بالتين والزيتون فانتهى إلى آخرها " أليس الله بأحكم الحاكمين " فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ " لا أقسم بيوم القيامة " فانتهى إلى قوله " أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى " فليقل بلى ومن قرأ " والمرسلات " فبلغ " فبأي حديث بعده يؤمنون " فليقل آمنا بالله " ورواه أحمد عن سفيان بن عيينة ورواه الترمذي عن ابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة به وقد رواه شعبة عن إسماعيل بن أمية قال: قلت له من حدثك؟
قال رجل صدق عن أبي هريرة وقال ابن جرير حدثنا بشر حدثنا يزيد حدثنا سعيد عن قتادة قوله تعالى " أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى " ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال " سبحانك وبلى " ثم قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه مر بهذه الآية " أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى " قال سبحانك فبلى.