الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود أنه قال: إن من السماوات سماء ما فيها موضع شبر إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه قائم ثم قرأ " وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون " ثم قال حدثنا أحمد بن سيار حدثنا أبو جعفر محمد بن خالد الدمشقي المعروف بابن أمه حدثنا المغيرة بن عمر بن عطية من بني عمرو بن عوف حدثني سليمان بن أيوب عن سالم بن عوف حدثني عطاء بن زيد بن مسعود من بني الحكم حدثني سليمان بن عمرو بن الربيع من بني سالم حدثني عبد الرحمن بن العلاء من بني ساعدة عن أبيه العلاء بن سعد وقد شهد الفتح وما بعده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه " هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا وما تسمع يا رسول الله؟ قال " أطت السماء وحق لها أن تئط إنه ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد وقالت الملائكة " وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون " وهذا إسناد غريب جدا.
ثم قال حدثنا إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي حدثنا عبد الملك بن قدامة عن عبد الرحمن عن عبد الله بن دينار عن أبيه عن عبد الله بن عمر أن عمر جاء والصلاة قائمة ونفر ثلاثة جلوس أحدهم أبو جحش الليثي فقال قوموا فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام اثنان وأبى أبو جحش أن يقوم وقال لا أقوم حتى يأتي رجل هو أقوى مني ذراعين وأشد مني بطشا فيصرعني ثم يدس وجهي في التراب قال عمر فصرعته ودسست وجهه في التراب فأتى عثمان بن عفان فحجزني عنه فخرج عمر مغضبا حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ما رأيك يا أبا حفص؟ " فذكر له ما كان منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن رضي عمر رحمه والله على ذلك لوددت أنك جئتني برأس الخبيث " فقام عمر فوجه نحوه فلما أبعد ناداه فقال " اجلس حتى أخبرك بغناء الرب تبارك وتعالى عن صلاة ابن جحش وإن لله تعالى في السماء الدنيا ملائكة خشوع لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت رفعوا رؤوسهم ثم قالوا ربنا ما عبدناك حق عبادتك وإن لله في السماء الثانية ملائكة سجود لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رؤوسهم وقالوا سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك " فقال له عمر وما يقولون يا رسول الله؟ فقال " أما أهل السماء الدنيا فيقولن سبحان ذي الملك والملكوت وأما أهل السماء الثانية فيقولون سبحان ذي العزة والجبروت. وأما أهل السماء الثالثة فيقولون سبحان الحي الذي لا يموت فقلها يا عمر في صلاتك فقال عمر يا رسول الله فكيف بالذي كنت علمتني وأمرتني أن أقوله في صلاتي؟ فقال " قل هذا مرة وهذا مرة " وكان الذي أمره به أن يقوله " أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك " هذا حديث غريب جدا بل منكر نكارة شديدة وإسحاق المروزي روى عنه البخاري وذكره ابن حبان في الثقات وضعفه أبو داود والنسائي والعقيلي والدارقطني وقال أبو حاتم الرازي كان صدوقا إلا أنه ذهب بصره فربما لقن وكتبه صحيحة وقال مرة هو مضطرب وشيخه عبد الملك بن قدامة أبو قتادة الجمحي تكلم فيه أيضا والعجب من الإمام محمد بن نصر كيف رواه ولم يتكلم عليه ولا عرف بحاله ولا تعرض لضعف بعض رجاله غير أنه رواه من وجه آخر عن سعيد بن جبير مرسلا بنحوه ومن طريق أخرى عن الحسن البصري مرسلا قريبا منه ثم قال محمد بن نصر حدثنا محمد بن عبد الله بن قهذاذ أخبرنا النضر أخبرنا عباد بن منصور قال سمعت عدي بن أرطاة وهو يخطبنا على منبر المدائن قال سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن لله تعالى ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته ما منهم ملك تقطر منه دمعة من عينه إلا وقعت على ملك يصلى وأن منهم ملائكة سجودا منذ خلق الله السماوات والأرض لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة وإن منهم ملائكة ركوعا لم يرفعوا رؤوسهم منذ خلق الله السماوات والأرض ولا يرفعونها إلى يوم القيامة فإذا رفعوا رؤوسهم نظروا إلى وجه الله عز وجل قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك " وهذا إسناد لا بأس به وقوله تعالى " وما هي إلا ذكرى للبشر " قال مجاهد وغير واحد " وما هي " أي النار التي وصفت " إلا ذكرى