تفسير ابن كثير - ابن كثير - ج ٤ - الصفحة ٤٧٢
عمرو بن الحارث عن دراج وفيه غرابة ونكارة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة وعلي بن عبد الرحمن المعروف بعلان المقري قال حدثنا منجاب أخبرنا شريك عن عمار الدهني عن عطية العوفي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم " سأرهقه صعودا " قال " هو جبل في النار من نار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده ذابت وإذا رفعها عادت فإذا وضع رجله ذابت وإذا رفعها عادت " ورواه البزار وابن جريج من حديث شريك به وقال قتادة عن ابن عباس صعودا صخرة في جهنم يسحب عليها الكافر على وجهه وقال السدي صعودا صخرة ملساء في جهنم يكلف أن يصعدها وقال مجاهد " سأرهقه صعودا " أي مشقة من العذاب وقال قتادة عذابا لا راحة فيه واختاره ابن جرير. وقول تعالى (إنه فكر وقدر) وأي إنما أرهقناه صعودا أي قربناه من العذاب الشاق لبعده عن الايمان لأنه فكر وقدر أي تروى ماذا يقول في القرآن حين سئل عن القرآن ففكر ماذا يختلق من المقال (وقدر) أي تروى (فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر) دعاء عليه (ثم نظر) أي أعاد النظرة والتروي " ثم عبس " أي قبض بين عينيه وقطب " وبسر " أي كلح وكره ومنه قول توبة بن حمير الشاعر:
وقد رابني منها صدود رأيته * وإعراضها عن حاجتي وبسورها.
وقوله (ثم أدبر واستكبر) أي صرف عن الحق ورجع القهقرى مستكبرا عن الانقياد للقرآن (فقال إن هذا إلا سحر يؤثر) أي هذا سحر ينقله محمد عن غيره عمن قبله ويحكيه عنهم ولهذا قال (إن هذا إلا قول البشر) أي ليس بكلام الله وهذا المذكور في هذا السياق هو الوليد بن المغيرة المخزومي أحد رؤساء قريش لعنه الله وكان من خبره في هذا ما رواه العوفي عن ابن عباس قال دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة فسأله عن القرآن فلما أخبره خرج على قريش فقال يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة فوالله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي من الجنون وإن قوله لمن كلام الله فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا وقالوا والله لئن صبأ الوليد لتصبوا قريش فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال أنا والله أكفيكم شأنه فانطلق حتى دخل عليه بيته فقال للوليد ألم تر إلى قومك قد جمعوا لك الصدقة؟ فقال ألست أكثرهم مالا وولدا؟ فقال له أبو جهل يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه فقال الوليد أقد تحدث به عشيرتي؟ فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ولا عمر ولا ابن أبي كبشة وما قوله إلا سحر يؤثر فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم " ذرني ومن خلقت وحيدا - إلى قوله - لا تبقي ولا تذر " وقال قتادة: زعموا أنه قال والله لقد نظرت فيما قال الرجل فإذا هو ليس بشعر وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليعلو وما يعلى عليه وما أشك أنه سحر فأنزل الله " فقتل كيف قدر " الآية " ثم عبس وبسر " قبض ما بين عينيه وكلح وقال ابن جرير حدثنا ابن عبد الاعلى حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن عبادة بن منصور عن عكرمة أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل بن هشام فأتاه فقال أي عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا قال لم؟ قال يعطونكه فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قبله قال قد علمت قريش أني أكثرها مالا قال: فقل فيه قولا يعلم قومك أنك منكر لما قال وأنك كاره له قال فماذا أقول فيه؟ فوالله ما منكم رجل أعلم بالاشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من هذا والله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة وإنه ليحطم ما تحته وإنه ليعلو وما يعلى وقال والله لا يرضي قومك حتى تقول فيه قال فدعني حتى أفكر فيه فلما فكر قال: إن هذا إلا سحر يؤثره عن غيره فنزلت " ذرني ومن خلقت وحيدا - حتى بلغ - تسعة عشر " وقد ذكر محمد بن إسحاق وغير واحد نحوا من هذا. وقد زعم السدي أنهم لما اجتمعوا في دار الندوة ليجمعوا رأيهم على قول يقولونه فيه قبل أن يقدم عليهم وفود العرب للحج ليصدوهم عنه فقال قائلون شاعر وقال آخرون ساحر وقال آخرون كاهن وقال آخرون مجنون كما قال تعالى " انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا " كل هذا والوليد يفكر فيما
(٤٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تفسير سورة الصافات 3
2 تحطيم الأصنام 14
3 الذبيح إسماعيل عليه السلام 16
4 تفسير سورة ص 29
5 تسبيح الجبال والطير مع سيدنا داود 32
6 تفسير سورة الزمر 48
7 ضرب الأمثال في القرآن 56
8 الحث على التوبة 63
9 تفسير قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره 67
10 النفخ في الصور 69
11 دخول الأشقياء النار 70
12 دخول المتقين الجنة 71
13 ذكر سعة أبواب الجنة 73
14 تفسير سورة المؤمن 75
15 استحباب الدعاء للمؤمنين السابقين 77
16 الامر باخلاص الدعاء لله وحده 79
17 إرسال سيدنا يوسف إلى أهل مصر 85
18 نصيحة مؤمن آل فرعون 87
19 تفسير سورة فصلت 97
20 شهادة الجوارح على الانسان 103
21 فضل الداعي إلى الله 108
22 تفسير سورة الشورى 114
23 تفسير سورة الزخرف 132
24 تفسير سورة الدخان 148
25 تفسير سورة الجاثية 159
26 تفسير سورة الأحقاف 165
27 وفد الجن الذين استمعوا القرآن 175
28 تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم 185
29 تفسير سورة الفتح 196
30 ذكر سبب البيعة 200
31 فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 208
32 قصة صلح الحديبية 209
33 تفسير سورة الحجرات 220
34 تفسير سورة ق 235
35 تفسير سورة الذاريات 247
36 تفسير سورة الطور 255
37 تفسير سورة النجم 264
38 تفسير سورة اقتربت الساعة 279
39 تفسير سورة الرحمن 289
40 تفسير سورة الواقعة 302
41 تفسير سورة الحديد 323
42 تفسير سورة المجادلة 340
43 تفسير سورة الحشر 353
44 أسماء الله الحسنى 366
45 تفسير سورة الممتحنة 368
46 مبايعة النساء 376
47 تفسير سورة الصف 381
48 تفسير سورة الجمعة 387
49 تفسير سورة المنافقين 393
50 تفسير سورة التغابن 398
51 تفسير سورة الطلاق 403
52 تفسير سورة التحريم 411
53 تفسير سورة الملك 421
54 تفسير سورة ن 427
55 تفسير سورة الحاقة 439
56 تفسير سورة المعارج 446
57 تفسير سورة نوح 452
58 تفسير سورة الجن 456
59 تفسير سورة المزمل 462
60 تفسير سورة المدثر 469
61 تفسير سورة القيامة 477
62 تفسير سورة الانسان 483
63 تفسير سورة المرسلات 488
64 تفسير سورة النبأ 492
65 تفسير سورة النازعات 497
66 تفسير سورة عبس 501
67 تفسير سورة التكوير 506
68 تفسير سورة الانفطار 513
69 تفسير سورة المطففين 515
70 تفسير سورة الانشقاق 520
71 تفسير سورة البروج 524
72 تفسير سورة الطارق 531
73 تفسير سورة الاعلى 532
74 تفسير سورة الغاشية 536
75 تفسير سورة الفجر 539
76 تفسير سورة البلد 546
77 تفسير سورة الشمس 550
78 تفسير سورة الليل 553
79 تفسير سورة الضحى 557
80 تفسير سورة الانشراح 560
81 تفسير سورة التين 562
82 تفسير سورة العلق 564
83 تفسير سورة القدر 566
84 تفسير سورة البينة 573
85 تفسير سورة الزلزلة 575
86 تفسير سورة العاديات 578
87 تفسير سورة القارعة 580
88 تفسير سورة التكاثر 581
89 تفسير سورة العصر 585
90 تفسير سورة الهمزة 586
91 تفسير سورة الفيل 586
92 تفسير سورة قريش 591
93 تفسير سورة الماعون 592
94 تفسير سورة الكوثر 595
95 تفسير سورة الكافرون 598
96 تفسير سورة النصر 600
97 تفسير سورة المسد 602
98 تفسير سورة الاخلاص 604
99 تفسير سورة الفلق 610
100 تفسير سورة الناس 615