الطريقة " أي طريقة الحق وكذا قال الضحاك واستشهد على ذلك بالآيتين اللتين ذكرناهما وكل هؤلاء أو أكثرهم قالوا في قوله " لنفتنهم فيه " أي لنبتليهم به. وقال مقاتل نزلت في كفار قريش حين منعوا المطر سبع سنين.
" والقول الثاني " " وأن لو استقاموا على الطريقة " الضلالة " لأسقيناهم ماء غدقا " أي لاوسعنا عليهم الرزق استدراجا كما قال تعالى " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون " وكقوله " أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون " وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد فإنه قال في قوله تعالى " وأن لو استقاموا على الطريقة " أي طريقة الضلالة رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وحكاه البغوي عن الربيع بن أنس وزيد بن أسلم والكلبي وابن كيسان وله اتجاه وتأييد بقوله لنفتنهم فيه. وقوله تعالى " ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا " أي عذابا مشقا شديدا موجعا مؤلما قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة وابن زيد " عذابا صعدا " أي مشقة لا راحة معها وعن ابن عباس جبل في جهنم وعن سعيد بن جبير بئر فيها.
وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا (18) وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا (19) قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحدا (20) قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (21) قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا (22) إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا (23) حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا (24) يقول تعالى آمرا عباده أن يوحدوه في محال عبادته ولا يدعى معه أحد ولا يشرك به كما قال قتادة في قوله تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " قال كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يوحدوه وحده وقال ابن أبي حاتم ذكر علي بن الحسين حدثنا إسماعيل بن بنت السدي أخبرنا رجل سماه عن السدي عن أبي مالك أو أبي صالح عن ابن عباس في قوله " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " قال لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ومسجد إيليا بيت المقدس وقال الأعمش قالت الجن يا رسول الله ائذن لنا فنشهد معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " يقول صلوا لا تخالطوا الناس. وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا مهران حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبن خالد عن محمود عن سعيد بن جبير " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " قال: قالت الجن للنبي صلى الله عليه وسلم كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون؟ أي بعيدون عنك وكيف نشهد الصلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " وقال سفيان عن خصيف عن عكرمة نزلت في المساجد كلها وقال سعيد بن جبير نزلت في أعضاء السجود أي هي لله فلا تسجدوا بها لغيره وذكروا عند هذا القول الحديث الصحيح من رواية عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة - أشار بيده إلى أنفه - واليدين والركبتين وأطراف القدمين " وقوله تعالى (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) قال العوفي عن ابن عباس يقول لما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه يتلو القرآن ودنوا منه فلم يعلم بهم حتى أتاه الرسول فجعل يقرئه " قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن " يستمعون القرآن هذا قول وهو مروي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه وقال ابن جرير حدثني محمد بن معمر حدثنا