حدثنا ابن ثوبان عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من مولود ولد إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من سورة التغابن " أورده ابن عساكر في ترجمة الوليد بن صالح وهو غريب جدا بل منكر.
بسم الله الرحمن الرحيم يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير (1) هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير (2) خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير (3) يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور (4) هذه السورة هي آخر المسبحات وقد تقدم الكلام على تسبيح المخلوقات لبارئها ومالكها ولهذا قال تعالى " له الملك وله الحمد " أي هو المتصرف في جميع الكائنات المحمود على جميع ما يخلق ويقدر وقوله تعالى " وهو على كل شئ قدير " أي مهما أراد كان بلا ممانع ولا مدافع وما لم يشأ لم يكن وقوله تعالى " هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن " أي هو الخالق لكم على هذه الصفة وأراد منكم ذلك فلا بد من وجود مؤمن وكافر وهو البصير بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلال وهو شهيد على أعمال عباده وسيجزيهم بها أتم الجزاء ولهذا قال تعالى " والله بما تعملون بصير " ثم قال تعالى " خلق السماوات والأرض بالحق " أي بالعدل والحكمة " وصوركم فأحسن صوركم " أي أحسن أشكالكم كقوله تعالى " يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك " وكقوله تعالى " الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات " الآية وقوله تعالى " وإليه المصير " أي المرجع والمآب ثم أخبر تعالى عن علمه بجميع الكائنات السمائية والأرضية والنفسية فقال تعالى " يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور ".
ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم (5) ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد (9) يقول تعالى مخبرا عن الأمم الماضين وما حل بهم من العذاب والنكال في مخالفة الرسل والتكذيب بالحق فقال تعالى " ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل " أي خبرهم وما كان من أمرهم " فذاقوا وبال أمرهم " أي وخيم تكذيبهم وردئ أفعالهم وهو ما حل بهم في الدنيا من العقوبة والخزي " ولهم عذاب أليم " أي في الدار الآخرة مضاف إلى هذا الدنيوي ثم علل ذلك فقال " ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات " أي بالحجج والدلائل والبراهين " فقالوا أبشر يهدوننا " أي استبعدوا أن تكون الرسالة في البشر وأن يكون هداهم على يدي بشر مثلهم " فكفروا وتولوا " أي كذبوا بالحق ونكلوا عن العمل " واستغنى الله " أي عنهم " والله غني حميد ".