ذلك فقال هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم رواه ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما وقال سعيد بن جبير ومقاتل بن حيان " ومن يؤمن بالله يهد قلبه " يعني يسترجع يقول " إنا لله وإنا إليه راجعون " وفي الحديث المتفق عليه " عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد إلا للمؤمن " وقال أحمد حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح أنه سمع جنادة بن أبي أمية يقول سمعت عباده بن الصامت يقول إن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال " إيمان بالله وتصديق به وجهاد في سبيل الله " قال أريد أهون من هذا يا رسول الله؟ قال " لا تتهم الله في شئ قضى لك به " لم يخرجوه.
وقوله تعالى " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول " أمر بطاعة الله ورسوله فيما شرع وفعل ما به أمر وترك ما عنه نهى وزجر. ثم قال تعالى " فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين " أي إن نكلتم عن العمل فإنما عليه ما حمل من البلاغ وعليكم ما حملتم من السمع والطاعة. قال الزهري من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم.
ثم قال تعالى مخبرا أنه الاحد الصمد الذي لا إله غيره فقال تعالى " الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون " فالأول خبر عن التوحيد ومعناه معنى الطلب أي وحدوا الإلهية له وأخلصوها لديه وتوكلوا عليه كما قال تعالى " رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ".
يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفو وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم (15) فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (16) إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم (17) عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم (18) يقول تعالى مخبرا عن الأزواج والأولاد أن منهم من هو عدو الزوج والولد بمعنى أنه يلتهي به عن العمل الصالح كقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " ولهذا قال تعالى ههنا " فاحذروهم " قال ابن زيد يعني على دينكم وقال مجاهد " إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم " قال يحمل الرجل على قطيعة الرحم أو معصية ربه فلا يستطيع الرجل مع حبه إلا أن يطيعه وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن خلف الصيدلاني حدثنا الفريابي حدثنا إسرائيل حدثنا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس وسأله رجل عن هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " قال فهؤلاء رجال أسلموا من مكة فأرادوا أن يأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا في الدين فهموا أن يعاقبوهم فأنزل الله تعالى هذه الآية " وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم " وكذا رواه الترمذي عن محمد بن يحيى عن الفريابي وهو محمد بن يوسف به وقال حسن صحيح ورواه ابن جرير والطبراني من حديث إسرائيل به وروى من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه وهكذا قال عكرمة مولاه سواء وقوله تعالى " إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله