قال مسجد في السماء يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبدا. رواه من حديث أبي الطفيل عن علي بمثله. وقال العوفي عن ابن عباس هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه وكذا قال عكرمة ومجاهد وغير واحد من السلف وقال قتادة والربيع بن أنس والسدي ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه " هل تدرون ما البيت المعمور؟ " قالوا الله ورسوله أعلم قال " فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم " وزعم الضحاك أنه يعمره طائفة من الملائكة يقال لهم الجن من قبيلة إبليس فالله أعلم. وقوله تعالى (والسقف المرفوع) قال سفيان الثوري وشعبة وأبو الأحوص عن سماك عن خالد بن عرعرة عن علي " والسقف المرفوع " يعني السماء قال سفيان ثم تلا " وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون " وكذا قال مجاهد وقتادة والسدي وابن جرير وابن زيد واختاره ابن جرير وقال الربيع بن أنس هو العرش يعني أنه سقف لجميع المخلوقات وله اتجاه وهو مراد مع غيره كما قاله الجمهور. وقوله تعالى (والبحر المسجور) قال الربيع بن أنس هو الماء الذي تحت العرش الذي ينزل الله منه المطر الذي تحيا به الأجساد في قبورها يوم معادها وقال الجمهور هو هذا البحر واختلف في معنى قوله المسجور فقال بعضهم المراد أنه يوقد يوم القيامة نارا كقوله " وإذا البحار سجرت " أي أضرمت فتصير نارا تتأجج محيطة بأهل الموقف ورواه سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب وروي عن ابن عباس وبه يقول سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهم وقال العلاء بن بدر إنما سمي البحر المسجور لأنه لا يشرب منه ماء ولا يسقى به زرع وكذلك البحار يوم القيامة كذا رواه عنه ابن أبي حاتم وعن سعيد بن جبير " والبحر المسجور " يعني المرسل وقال قتادة المسجور المملوء واختاره ابن جرير ووجهه بأنه ليس موقدا اليوم فهو مملوء وقيل المراد به الفارغ قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس في قوله تعالى " والبحر المسجور " قال الفارغ خرجت أمة تستسقي فرجعت فقالت إن الحوض مسجور يعني فارغا. رواه ابن مردويه في مسانيد الشعراء وقيل المراد بالمسجور الممنوع المكفوف عن الأرض لئلا يغمرها فيغرق أهلها. قاله علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وبه يقول السدي وغيره وعليه يدل الحديث الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده فإنه قال حدثنا يزيد حدثنا العوام حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل قال لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن ينفضح عليهم فيكفه الله عز وجل " وقال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي حدثنا الحسن بن سفيان عن إسحاق بن راهويه عن يزيد وهو ابن هارون عن العوام ابن حوشب حدثني شيخ مرابط قال خرجت ليلة لمحرسي لم يخرج أحد من الحرس غيري فأتيت الميناء فصعدت فجعل يخيل إلي أن البحر يشرف يحاذي رؤوس الجبال فعل ذلك مرارا وأنا مستيقظ فلقيت أبا صالح فقال:
حدثنا عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما من ليلة إلا والبحر يشرف ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن ينفضخ عليهم فيكفه الله عز وجل " فيه رجل مبهم لم يسم.
وقوله تعالى " إن عذاب ربك لواقع " هذا هو المقسم عليه أي لواقع بالكافرين كما قال في الآية الأخرى " ماله من دافع " أي ليس له دافع يدفعه عنهم إذا أراد الله بهم ذلك. قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا أبي حدثنا موسى بن داود عن صالح المري عن جعفر بن زيد العبدي قال خرج عمر يعس المدينة ذات ليلة فمر بدار رجل من المسلمين فوافقه قائما يصلي فوقف يستمع قراءته فقرأ " والطور - حتى بلغ إن عذاب ربك لواقع *