تفسير ابن كثير - ابن كثير - ج ٤ - الصفحة ٢٤٩
قلابة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن من ورائكم الكذاب المضل وإن رأسه من ورائه حبكا حبكا " يعني بالحبك الجعودة وعن أبي صالح " ذات الحبك " الشدة وقال خصيف " ذات الحبك " ذات الصفافة وقال الحسن بن أبي الحسن البصري " ذات الحبك " حبكت بالنجوم. وقال قتادة عن سالم بن أبي عن معدان بن أبي طلحة عن عمرو البكالي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما " والسماء ذات الحبك " يعني السماء السابعة وكأنه والله أعلم أراد بذلك السماء التي فيها الكواكب الثابتة وهي عند كثير من علماء الهيئة في الفلك الثامن الذي فوق السابع والله أعلم. وكل هذه الأقوال ترجع إلى شئ واحد وهو الحسن والبهاء كما قال ابن عباس رضي الله عنهما فإنها من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة شديدة البناء متسعة الارجاء أنيقة البهاء مكللة بالنجوم الثوابت والسيارات موشحة بالشمس والقمر والكواكب الزاهرات. وقوله تعالى (إنكم لفي قول مختلف) أي إنكم أيها المشركون المكذبون للرسل لفي قول مختلف مضطرب لا يلتئم ولا يجتمع وقال قتادة إنكم لفي قول مختلف ما بين مصدق بالقرآن ومكذب به. (يؤفك عنه من أفك) أي إنما يروج على من هو ضال في نفسه لأنه قول باطل إنما ينقاد له ويضل بسببه ويؤفك عنه من هو مأفوك ضال غمر لا فهم له كما قال تعالى " فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بقانتين * إلا من هو صال الجحيم " قال ابن عباس رضي الله عنهما والسدي " يؤفك عنه من أفك " يضل عنه من ضل وقال مجاهد " يؤفك عنه من أفك " يؤفن عنه من أفن وقال الحسن البصري يصرف عن هذا القرآن من كذب به. وقوله تعالى " قتل الخراصون " قال مجاهد الكذابون قال وهي مثل التي في عبس " قتل الانسان ما أكفره " والخراصون الذين يقولون لا نبعث ولا يوقنون. وقال علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما " قتل الخراصون " أي لعن المرتابون. وهكذا كان معاذ رضي الله عنه يقول في خطبته هلك المرتابون وقال قتادة الخراصون أهل الغرة والظنون وقوله تبارك وتعالى (الذين هم في غمرة ساهون) قال ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد في الكفر والشك غافلون لاهون (يسألون أيان يوم الدين) وإنما يقولون هذا تكذيبا وعنادا وشكا واستبعادا قال الله تعالى (يوم هم على النار يفتنون). قال ابن عباس ومجاهد والحسن وغير واحد يفتنون يعذبون قال مجاهد كما يفتن الذهب على النار وقال جماعة آخرون كمجاهد أيضا وعكرمة وإبراهيم النخعي وزيد بن أسلم وسفيان الثوري يفتنون يحرقون " ذوقوا فتنتكم " قال مجاهد حريقكم وقال غيره عذابكم " هذا الذي كنتم به تستعجلون " أي يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا وتحقيرا وتصغيرا والله أعلم.
إن المتقين في جنات وعيون (15) آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين (16) كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالاسحار هم يستغفرون (18) وفي أموالهم حق للسائل والمحروم (19) وفي الأرض آيات للموقنين (20) وفي أنفسكم أفلا تبصرون (21) وفي السماء رزقكم وما توعدون (22) فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون (23) يقول تعالى مخبرا عن المتقين لله عز وجل أنهم يوم معادهم يكونون في جنات وعيون بخلاف ما أولئك الأشقياء فيه من العذاب والنكال والحريق والأغلال. وقوله تعالى (آخذين ما آتاهم ربهم) قال ابن جرير أي عاملين بما آتاهم الله من الفرائض " إنهم كانوا قبل ذلك محسنين " أي قبل أن يفرض عليهم الفرائض كانوا محسنين في
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تفسير سورة الصافات 3
2 تحطيم الأصنام 14
3 الذبيح إسماعيل عليه السلام 16
4 تفسير سورة ص 29
5 تسبيح الجبال والطير مع سيدنا داود 32
6 تفسير سورة الزمر 48
7 ضرب الأمثال في القرآن 56
8 الحث على التوبة 63
9 تفسير قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره 67
10 النفخ في الصور 69
11 دخول الأشقياء النار 70
12 دخول المتقين الجنة 71
13 ذكر سعة أبواب الجنة 73
14 تفسير سورة المؤمن 75
15 استحباب الدعاء للمؤمنين السابقين 77
16 الامر باخلاص الدعاء لله وحده 79
17 إرسال سيدنا يوسف إلى أهل مصر 85
18 نصيحة مؤمن آل فرعون 87
19 تفسير سورة فصلت 97
20 شهادة الجوارح على الانسان 103
21 فضل الداعي إلى الله 108
22 تفسير سورة الشورى 114
23 تفسير سورة الزخرف 132
24 تفسير سورة الدخان 148
25 تفسير سورة الجاثية 159
26 تفسير سورة الأحقاف 165
27 وفد الجن الذين استمعوا القرآن 175
28 تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم 185
29 تفسير سورة الفتح 196
30 ذكر سبب البيعة 200
31 فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 208
32 قصة صلح الحديبية 209
33 تفسير سورة الحجرات 220
34 تفسير سورة ق 235
35 تفسير سورة الذاريات 247
36 تفسير سورة الطور 255
37 تفسير سورة النجم 264
38 تفسير سورة اقتربت الساعة 279
39 تفسير سورة الرحمن 289
40 تفسير سورة الواقعة 302
41 تفسير سورة الحديد 323
42 تفسير سورة المجادلة 340
43 تفسير سورة الحشر 353
44 أسماء الله الحسنى 366
45 تفسير سورة الممتحنة 368
46 مبايعة النساء 376
47 تفسير سورة الصف 381
48 تفسير سورة الجمعة 387
49 تفسير سورة المنافقين 393
50 تفسير سورة التغابن 398
51 تفسير سورة الطلاق 403
52 تفسير سورة التحريم 411
53 تفسير سورة الملك 421
54 تفسير سورة ن 427
55 تفسير سورة الحاقة 439
56 تفسير سورة المعارج 446
57 تفسير سورة نوح 452
58 تفسير سورة الجن 456
59 تفسير سورة المزمل 462
60 تفسير سورة المدثر 469
61 تفسير سورة القيامة 477
62 تفسير سورة الانسان 483
63 تفسير سورة المرسلات 488
64 تفسير سورة النبأ 492
65 تفسير سورة النازعات 497
66 تفسير سورة عبس 501
67 تفسير سورة التكوير 506
68 تفسير سورة الانفطار 513
69 تفسير سورة المطففين 515
70 تفسير سورة الانشقاق 520
71 تفسير سورة البروج 524
72 تفسير سورة الطارق 531
73 تفسير سورة الاعلى 532
74 تفسير سورة الغاشية 536
75 تفسير سورة الفجر 539
76 تفسير سورة البلد 546
77 تفسير سورة الشمس 550
78 تفسير سورة الليل 553
79 تفسير سورة الضحى 557
80 تفسير سورة الانشراح 560
81 تفسير سورة التين 562
82 تفسير سورة العلق 564
83 تفسير سورة القدر 566
84 تفسير سورة البينة 573
85 تفسير سورة الزلزلة 575
86 تفسير سورة العاديات 578
87 تفسير سورة القارعة 580
88 تفسير سورة التكاثر 581
89 تفسير سورة العصر 585
90 تفسير سورة الهمزة 586
91 تفسير سورة الفيل 586
92 تفسير سورة قريش 591
93 تفسير سورة الماعون 592
94 تفسير سورة الكوثر 595
95 تفسير سورة الكافرون 598
96 تفسير سورة النصر 600
97 تفسير سورة المسد 602
98 تفسير سورة الاخلاص 604
99 تفسير سورة الفلق 610
100 تفسير سورة الناس 615