صلى الله عليه وسلم قال " إن الرجل في الجنة ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة تضرب على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها تضئ ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام فيسألها من أنت؟ فتقول أنا من المزيد وإنه ليكون عليها سبعون حلة أدناها مثل النعمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وإن عليها من التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب " وهكذا رواه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج به وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص (36) إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد (37) ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب (38) فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب (39) ومن الليل فسبحه وأدبار السجود (40) يقول تعالى وكم أهلكنا قبل هؤلاء المكذبين (من قرن هم أشد منهم بطشا) أي كانوا أكثر منهم وأشد قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ولهذا قال تعالى ههنا " فنقبوا في البلاد هل من محيص " قال ابن عباس رضي الله عنهما أثروا فيها وقال مجاهد " فنقبوا في البلاد " ضربوا في الأرض وقال قتادة فساروا في البلاد أي ساروا فيها يبتغون الأرزاق والمتاجر والمكاسب أكثر مما طفتم أنتم بها ويقال لمن طوف في البلاد نقب فيها وقال امرؤ القيس لقد نقبت في الآفاق حتى * رضيت من الغنيمة بالإياب وقوله تعالى " هل من محيص " أي هل من مفر كان لهم من قضاء الله وقدره وهل نفعهم ما جمعوه ورد عنهم عذاب الله إذ جاءهم لما كذبوا الرسل فأنتم أيضا لا مفر لكم ولا محيد ولا مناص ولا محيص. وقوله عز وجل (إن في ذلك لذكرى) أي لعبرة " لمن كان له قلب " أي لب يعي به وقال مجاهد عقل " أو ألقى السمع وهو شهيد " أي استمع الكلام فوعاه وتعقله وعقله وتفهمه بلبه وقال مجاهد " أو ألقى السمع " يعني لا يحدث نفسه في هذا بقلب وقال الضحاك العرب تقول ألقى فلان سمعه إذا استمع بأذنيه وهو شاهد بقلب غير غائب وهكذا قال الثوري وغير واحد وقوله سبحانه وتعالى (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) فيه تقرير للمعاد لان من قدر على خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن قادر على أن يحيي الموتى بطريق الأولى والأحرى وقال قتادة قالت اليهود - عليهم لعائن الله - خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت وهم يسمونه يوم الراحة فأنزل الله تعالى تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه " وما مسنا من لغوب " أي من إعياء ولا تعب ولا نصب كما قال تبارك وتعالى في الآية الأخرى " أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن قادر على أن يحيى الموتى بلى إنه على كل شئ قدير " وكما قال عز وجل " لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس " وقال تعالى " أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ".
وقوله عز وجل (فاصبر على ما يقولون) يعني المكذبين اصبر عليهم واهجرهم هجرا جميلا " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب " وكانت الصلاة المفروضة قبل الاسراء ثنتان قبل طلوع الشمس في وقت