عباس رضي الله عنهما وذلك حين لا يبقى فيها موضع يسع إبرة والله أعلم.
وقوله تعالى " وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد " قال قتادة وأبو مالك والسدي " وأزلفت " أدنيت وقربت من المتقين " غير بعيد " وذلك يوم القيامة وليس ببعيد لأنه واقع لا محالة وكل ما هو آت قريب (هذا ما توعدون لكل أواب) أي رجاع تائب مقلع " حفيظ " أي يحفظ العهد فلا ينقضه ولا ينكثه وقال عبيد بن عمر الأواب الحفيظ الذي لا يجلس مجلسا فيقوم حتى يستغفر الله عز وجل " من خشي الرحمن بالغيب " أي من خاف الله في سره حيث لا يراه أحد إلا الله عز وجل كقوله صلى الله عليه وسلم " ورجل ذكر الله تعالى خاليا ففاضت عيناه " " وجاء بقلب منيب " أي ولقي الله عز وجل يوم القيامة بقلب منيب سليم إليه خاضع لديه " ادخلوها " أي الجنة " بسلام " قال قتادة سلموا من عذاب الله عز وجل وسلم عليهم ملائكة الله وقوله سبحانه وتعالى " ذلك يوم الخلود " أي يخلدون في الجنة فلا يموتون أبدا ولا يظعنون أبدا ولا يبغون عنها حولا وقوله جلت عظمته (لهم ما يشاءون فيها) أي مهما اختاروا وجدوا من أي أصناف الملاذ طلبوا أحضر لهم. قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عمر بن عثمان حدثنا بقية عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة قال من المزيد أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول ماذا تريدون فأمطره لكم؟ فلا يدعون بشئ إلا أمطرتهم قال كثير لئن أشهدني الله تعالى ذلك لأقولن أمطرينا جواري مزينات. وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له " إنك لتشتهي الطير في الجنة فيخر بين يديك مشويا ". وقال الإمام أحمد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن عامر الأحول عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله وضعه وسنه في ساعة واحدة " ورواه الترمذي وابن ماجة عن بندار عن معاذ بن هشام به وقال الترمذي حسن غريب وزاد: كما اشتهى وقوله تعالى " ولدينا مزيد " كقوله عز وجل " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " وقد تقدم في صحيح مسلم عن صهيب بن سنان الرومي أنها النظر إلى وجه الله الكريم وقد روى البزار وابن أبي حاتم من حديث شريك القاضي عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله عز وجل " ولدينا مزيد " قال يظهر لهم الرب عز وجل في كل جمعة وقد رواه الإمام أبو عبد الله الشافعي مرفوعا فقال في مسنده أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثني موسى بن عبيدة حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عبيد الله بن عمر أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول أتى جبرائيل عليه الصلاة والسلام بمرآة بيضاء فيها نكتة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما هذه؟ " فقال هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك فالناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى ولكم فيها خير ولكم فيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله تعالى فيها بخير إلا استجيب له وهو عندنا يوم المزيد قال النبي صلى الله عليه وسلم " يا جبريل وما يوم المزيد؟ " قال عليه السلام إن ربك تبارك وتعالى اتخذ في الفردوس واديا أفيح فيه كثب المسك فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله تعالى ما شاء من ملائكته وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين وحفت تلك المنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الشهداء والصديقون فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب فيقول الله عز وجل أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم فيقولون ربنا نسألك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم ولكم علي ما تمنيتم ولدي مزيد فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم تبارك وتعالى من الخير وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة. هكذا أورده الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب الجمعة من الام وله طرق عن أنس بن مالك رضي الله عنه وقد أورد ابن جرير هذا الحديث من رواية عثمان بن عمير عن أنس رضي الله عنه بأبسط من هذا وذكر ههنا أثرا مطولا عن أنس بن مالك رضي الله عنه موقوفا وفيه غرائب كثيرة وقال الإمام أحمد حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله