جعله ثاني نفسه في قوله تعالى: * (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) * وكونه مطاعا أنه إمام الملائكة ومقتداهم، وأما كونه أمينا فهو قوله: * (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين) * (الشعراء: 193) ومن جملة أكابر الملائكة إسرافيل وعزرائيل صلوات الله عليهما وقد ثبت وجودهما بالأخبار وثبت بالخبر أن عزرائيل هو ملك الموت على ما قال تعالى: * (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) * (السجدة: 11) وأما قوله: * (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا) * (الأنعام: 61) فذلك يدل على وجود ملائكة موكلين بقبض الأرواح ويجوز أن يكون ملك الموت رئيس جماعة وكلوا على قبض الأرواح قال تعالى: * (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) * (الأنفال: 50). وأما إسرافيل عليها السلام فقد دلت الأخبار على أنه صاحب الصور على ما قال تعالى * (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) * (الزمر: 68). ورابعها: ملائكة الجنة قال تعالى: * (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) * (الرعد: 23، 24). وخامسها: ملائكة النار قال تعالى: * (عليها تسعة عشر) * (المدثر: 30) وقوله تعالى: * (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) * (المدثر: 31) ورئيسهم مالك، وهو قوله تعالى: * (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك) * (الزخرف: 77) وأسماء جملتهم الزبانية قال تعالى: * (فليدع ناديه سندع الزبانية) * (العلق: 17، 18) وسادسها: الموكلون ببني آدم لقوله تعالى: * (عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) * (ق 17، 18) وقوله تعالى: * (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) * (الرعد: 11) وقوله تعالى: * (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) * (الأنعام: 61). وسابعها: كتبة الأعمال وهو قوله تعالى: * (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) * (الانفطار: 10 - 12). وثامنها: الموكلون بأحوال هذا العالم وهم المرادون بقوله تعالى: * (والصافات صفا) * (الصافات: 1) وبقوله: * (والذاريات ذروا) * إلى قوله: * (فالمقسمات أمرا) * (الذاريات: 1، 4) وبقوله: * (والنازعات غرقا) * (النازعات: 1). وعن ابن عباس قال: إن لله ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الأشجار، فإذا أصاب أحدكم حركة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله يرحمكم الله. وأما أوصاف الملائكة فمن وجوه: أحدها: أن الملائكة رسل الله، قال تعالى: * (جاعل الملائكة رسلا) * (فاطر: 1) أما قوله تعالى: * (الله يصطفى من الملائكة رسلا) * (الحج: 75) فهذا يدل على أن بعض الملائكة هم الرسل فقط، وجوابه أن من للتبيين لا للتبعيض. وثانيها: قربهم من الله تعالى، وذلك يمتنع أن يكون بالمكان والجهة فلم يبق إلا أن يكون ذلك القرب هو القرب بالشرف وهو المراد من قوله: * (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته) * (الأنبياء: 19) وقوله: * (بل عباد مكرمون) * (الأنبياء: 26) وقوله: * (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) * (الأنبياء: 20) وثالثها: وصف طاعاتهم وذلك من وجوه : الأول: قوله تعالى حكاية عنهم * (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) * وقال في موضع آخر * (وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون) * (الصافات: 166) والله تعالى ما كذبهم في ذلك فثبت بها مواظبتهم على العبادة. الثاني: مبادرتهم إلى امتثال أمر الله تعظيما له وهو قوله: * (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) * (الحجر: 30). الثالث: أنهم لا يفعلون شيئا إلا بوحيه وأمره وهو قوله:
(١٦٣)