يقول تعالى ذكره: إن الذين قالوا ربنا الله وحده لا شريك له، وبرئوا من الآلهة والأنداد، ثم استقاموا على توحيد الله، ولم يخلطوا توحيد الله بشرك غيره به، وانتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى.
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الخبر عن رسول الله (ص) وقاله أهل التأويل على اختلاف منهم، في معنى قوله: ثم استقاموا. ذكر الخبر بذلك عن رسول الله (ص).
23550 حدثنا عمرو بن علي، قال: ثنا سالم بن قتيبة أبو قتيبة، قال: ثنا سهيل بن أبي حزم القطعي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن رسول الله (ص) قرأ:
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال: قد قالها الناس، ثم كفر أكثرهم، فمن مات عليها فهو ممن استقام.
وقال بعضهم: معناه: ولم يشركوا به شيئا، ولكن تموا على التوحيد. ذكر من قال ذلك:
23551 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد بن عمران، قال: قد قرأت عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه هذه الآية: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال: هم الذين لم يشركوا بالله شيئا.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان بإسناده، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، مثله.
23552 قال ثنا جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن إدريس، عن الشيباني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الأسود بن هلال، عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال لأصحابه إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال: قالوا: ربنا الله ثم عملوا بها، قال: لقد حملتموها على غير المحمل إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا الذين لم يعدلوها بشرك ولا غيره.
حدثنا أبو كريب وأبو السائب قالا: ثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا الشيباني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الأسود بن هلال المحاربي، قال: قال: أبو بكر: ما تقولون في هذه الآية: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال: فقالوا: ربنا الله ثم استقاموا من