وقوله: ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون يقول لنبيه محمد (ص): ألم تر يا محمد هؤلاء المشركين من قومك، الذين يخاصمونك في حجج الله وآياته أنى يصرفون يقول: أي وجه يصرفون عن الحق، ويعدلون عن الرشد، كما:
23445 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة أنى يصرفون:
أنى يكذبون ويعدلون.
12446 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
أنى يصرفون قال: يصرفون عن الحق.
واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بهذه الآية، فقال بعضهم: عنى بها أهل القدر.
ذكر من قال ذلك:
23447 حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن داود بن أبي هند، عن محمد بن سيرين، قال: إن لم تكن هذه الآية نزلت في القدرية، فإني لا أدري فيمن نزلت: ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون إلى قوله: لم نكن ندعوا من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين حدثني علي بن سهل، قال: ثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن سفيان، عن داود بن أبي هند، عن ابن سيرين، قال: إن لم يكن أهل القدر الذين يخوضون في آيات الله فلا علم لنا به.
23448 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك بن أبي الخير الزيادي، عن أبي قبيل، قال: أخبرني عقبة بن عامر الجهني، أن رسول الله (ص) قال:
سيهلك من أمتي أهل الكتاب، وأهل اللين فقال عقبة: يا رسول الله، وما أهل الكتاب؟
قال: قوم يتعلمون كتاب الله يجادلون الذين آمنوا، فقال عقبة: يا رسول الله، وما أهل اللين؟ قال: قوم يتبعون الشهوات، ويضيعون الصلوات. قال أبو قبيل: لا أحسب المكذبين بالقدر إلا الذين يجادلون الذين آمنوا، وأما أهل اللين، فلا أحسبهم إلا أهل العمود ليس عليهم إمام جماعة، ولا يعرفون شهر رمضان