* * * 2 بحث 3 هل يؤيد القرآن ما جاء في التوراة والإنجيل؟!
في مواضع عديدة يصرح القرآن بتصديقه لما جاء في الكتب الإلهية السابقة، كما جاء في الآية المذكورة: مصدقا لما معكم وكما جاء في الآيتين 89 و 101 من سورة البقرة: مصدق لما معهم. وفي الآية 48 من سورة المائدة: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب.
بعض دعاة اليهودية والنصرانية. استدلوا بهذه الآيات لإثبات عدم تحريف التوراة والإنجيل. وقالوا: إن التوراة والإنجيل في عصر نبي الإسلام لا يختلفان حتما عما عليه الآن. وإن أصابهما تحريف فهذا التحريف يعود إلى فترة سابقة على ذلك العصر. ولما كان القرآن قد أيد صحة التوراة والإنجيل الموجودين في عصر نبي الإسلام، فعلى المسلمين أن يعترفوا بصحة هذين الكتابين الموجودين بين ظهرانينا اليوم.
الجواب يؤكد القرآن في مواضع عديدة وجود علائم نبي الإسلام ودينه في تلك الكتب المحرفة التي كانت موجودة في أيدي اليهود والنصارى آنذاك. وهذا يعني وجود حقائق في تلك الكتب لم تمتد إليها يد التحريف، ذلك لأن التحريف لا يعني تغيير كل نصوص تلك الكتب السماوية، بل إن تلك الكتب كانت تحمل بين طياتها حقائق، ومن تلك الحقائق علامات النبي الخاتم (ولا زالت بعض هذه البشائر مشهودة في الكتب الموجودة الآن).