2 بحوث 3 1 - لماذا الاختبار الإلهي؟
في مجال الاختبار الإلهي تطرح بحوث كثيرة، وأول ما يتبادر للذهن في هذا المجال هو سبب هذا الاختبار. فنحن نختبر الأفراد لنفهم ما نجهله عنهم. فهل أن الله سبحانه وتعالى بحاجة إلى مثل هذا الاختبار لعباده، وهو العالم بكل الخفايا والأسرار؟! وهل هناك شئ خفي عنه حتى يظهر له بهذا الامتحان؟!
والجواب أن مفهوم الاخبتار الإلهي يختلف عن الاختبار البشري.
اختباراتنا البشرية - هي كما ذكرت آنفا - تستهدف رفع الإبهام والجهل، والاختبار الإلهي قصده " التربية ".
في أكثر من عشرين موضعا تحدث القرآن عن الاختبار الإلهي، باعتباره سنة كونية لا تنقض من أجل تفجير الطاقات الكامنة، ونقلها من القوة إلى الفعل، وبالتالي فالاختبار الإلهي من أجل تربية العباد، فكما أن الفولاذ يتخلص من شوائبه عند صهره في الفرن، كذلك الإنسان يخلص وينقى في خضم الحوادث، ويصبح أكثر قدرة على مواجهة الصعاب والتحديات.
الاختبار الإلهي يشبه عمل زارع خبير، ينثر البذور الصالحة في الأرض الصالحة، كي تستفيد هذه البذور من مواهب الطبيعة وتبدأ بالنمو، ثم تصارع هذه البذرة كل المشاكل والصعاب بالتدريج، وتقاوم الحوادث المختلفة كالرياح العاتية والبرد الشديد والحر اللافح، لتخرج بعد ذلك نبتة مزهرة أو شجرة مثمرة، تستطيع أن تواصل حياتها أمام الصعاب.
ومن أجل تصعيد معنويات القوات المسلحة، يؤخذ الجنود إلى مناورات وحرب اصطناعية، يعانون فيها من مشاكل العطش والجوع والحر والبرد والظروف الصعبة والحواجز المنيعة.
وهذا هو سر الاختبارات الإلهية.