لسانك لتعجل به)، عن ابن عباس والحسن والجبائي وثانيها. إن معناه ولا تقرأه لأصحابك، ولا تمله عليهم حتى يتبين لك معانيه، عن مجاهد وقتادة وعطية وأبي مسلم. وثالثها: إن معناه ولا تسأل إنزال القرآن قبل أن يأتيك وحيه، لأنه تعالى إنما ينزله بحسب المصلحة، وقت الحاجة.
(وقل رب زدني علما) أي: استزد من الله سبحانه علما إلى علمك. روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: (إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما، يقربني إلى الله، فلا بارك الله لي في طلوع شمسه). وقيل. معناه زدني علما بقصص أنبيائك، ومنازل أوليائك. وقيل: زدني قرآنا لأنه كلما أزداد من نزول القرآن عليه، ازداد علما، عن الكلبي. (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) معناه:
أمرناه وأوصينا إليه أن لا يقرب الشجرة، ولا يأكل منها، فترك الأمر، عن ابن عباس، ولم نجد له عقدا ثابتا. وقيل: معناه فنسي من النسيان الذي هو السهو، ولم نجد له عزما على الذنب، لأنه أخطأ، ولم يتعمد، عن ابن زيد وجماعة.
وقيل. ولم نجد له حفظا لما أمر به، عن عطية. وقيل: صبرا، عن قتادة. وروي عن ابن عباس أنه قال: إنما أخذ الانسان من أنه عهد إليه فنسي ومن حمله على النسيان فما الذي نسيه فيه أقوال أحدها: إنه نسي الوعيد بالخروج من الجنة إن أكل والثاني. إنه نسي قول الله سبحانه (إن هذا عدو لك ولزوجك). والثالث: إنه نسي الاستدلال على أن النهي عن الجنس، وقد نهي عن الجنس، فنسي وظن أن النهي عن العين.
النظم: وجه اتصال قوله (وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا) بما قبله أنه يتصل بقوله (كذلك نقص عليك) وقيل: إنه يتصل بما قبله من قصة موسى أي. كما أنزلنا التوراة على موسى، أنزلنا عليك القرآن. ووجه اتصال قوله (ولقد عهدنا إلى آدم) الآية بما قبله. أنه لما ذكر تصريف الآيات والقرآن، وأن بها يتذكر، أمره سبحانه بالتذكر، وأن لا يكون مثل آدم في نسيان العهد. وقيل: إنه اتصل بقوله (ولا تعجل بالقرآن) أي: لا تعجل خوف النسيان للفظه، ولكن توكل على الله، وسله التوفيق لحفظه، فإن أباك آدم نسي ما عهد إليه. وقيل: إنه عطف على قوله (وكذلك نقص عليك) من أنباء ما قد سبق، فقص عليه قصة آدم عليه السلام، عن أبي مسلم.