جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدى المرسلون [10]) القراءة: قرأ أهل الكوفة، ورويس، عن يعقوب: (بشهاب قبس) منونا غير مضاف. وقرأ الباقون: (بشهاب قبس) مضافا.
الحجة واللغة: قال أبو عبيدة: الشهاب النار. والقبس. ما اقتبست.
وأنشد:
في كفه صعدة مثقفة * فيها سنان كشعلة القبس (1) وقال غيره: كل ذي نور فهو شهاب. قال أبو علي: يجوز أن يكون قبس صفة، ويجوز أن يكون اسما غير صفة. فأما الصفة فإنهم يقولون قبسته أقبسه قبسا.
والقبس: الشئ المقبوس. فإذا كان القبس صفة، فالأحسن أن يجري على شهاب، كما جرى على الموصوف في قوله: " كأنه ضرم بالكف مقبوس ". وإن كان مصدرا غير صفة، حسنت فيه الإضافة، ولا يحسن ذلك في الصفة، لأن الموصوف لا يضاف إلى صفته. وقال أبو الحسن: الإضافة أجود وأكثر في القراءة، كما تقول:
دار آجر وسوار ذهب. ولو قلت: سوار ذهب ودار آجر، كان عربيا. قال أبو علي: جعل أبو الحسن القبس فيه غير وصف، ألا ترى أنه جعله بمنزلة الآجر والذهب، وليس واحد منهما صفة.
الاعراب: (هدى وبشرى): في محل النصب، أو الرفع. فالنصب على الحال أي: هادية ومبشرة، والعامل فيهما معنى الإشارة. والرفع على ثلاثة أوجه على هي هدى وبشرى، وعلى البدل من آيات، وعلى أن يكون خبرا بعد خبر (أن بورك): أن هي المفسرة لأن النداء فيه معنى القول، يعني: قيل له بورك. ولا يجوز أن يكون مخففة من الثقيلة، على تقدير أنه بورك، لأنه كان يكون لا بد من قد. والهاء في أنه ضمير الشأن. و (أنا الله): مبتدأ وخبر. و (ألق عصاك).
عطف على بورك أي: نودي أن بورك، وأن ألق عصاك.
المعنى: (طس) سبق تفسيره (تلك) إشارة إلى ما وعدوا بمجيئه من القرآن. (آيات القرآن وكتاب مبين) أضاف الآيات إلى القرآن، وآيات القرآن هي .