(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقول الهذلي:
شربن بماء البحر، ثم ترفعت * متى لجج خضر لهن نئيج (1) أي: شربن ماء البحر. قال ابن جني: إنما يزاد هذا الباء لتوكيد معنى التعدي، كما يزاد اللام لتوكيد معنى الإضافة في قوله. " يا بؤس للحرب ضرارا لأقوام ". وإن شئت حملته على المعنى، فكأنه قال: يكاد سنا برقه يلوي بالأبصار أي: يستأثر بالأبصار. وقد ذكرنا اختلافهم في قوله (خلق كل دابة) فيه، والوجه في سورة إبراهيم.
اللغة: الإزجاء والتزجية السوق. وزجا الخراج يزجو زجاء: إذا انساق إلى أهله، وتيسر جبايته. والركام: المتراكم بعضه على بعض. والركمة: الطين المجموع. والودق: المطر، ودقت السماء تدق ودقا: إذا أمطرت. قال الشاعر:
فلا مزنة ودقت ودقها، * ولا أرض أبقل أبقالها (2) والخلال: جمع الخلل، وهو الفرجة بين الشيئين. والبرد: أصله من البرد خلاف الحر. وسحاب برد. أتى بالبرد. ويقال: سمي البرد لأنه يبرد وجه الأرض أي: يقشره من بردت الشئ بالمبرد. والسنا مقصورا. الضوء، وهو بالمد:
الرفعة.
الاعراب: (صافات): حال من (الطير). (وينزل من السماء): من لابتداء الغاية، لأن السماء مبدأ لإنزال المطر. (من جبال): من للتبعيض، لأن البرد بعض الجبال التي في السماء. (من برد): من لتبيين الجنس، لأن جنس الجبال جنس أبرد، عن علي بن عيسى. والتحقيق: إن قوله (من جبال) بدل من قوله (من السماء). وقوله (فيها): في يتعلق بمحذوف وتقديره: من جبال كائنة في السماء. فالجار والمجرور في موضع الصفة لجبال، تقديره: من جبال سماوية.
وقوله: (من برد): يتعلق بمحذوف آخر في محل جر، لأنه صفة بعد صفة، تقديره: من جبال سماوية بردية ومفعول (ينزل) محذوف أي: ينزل من جبال في .