في آبائنا الأولين [24] إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين 25).
القراءة: قرأ أهل الحجاز، وأبو عمرو: (طور سينا) بكسر السين. والباقون بفتحها. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب عن روح: (تنبت بالدهن) بضم التاء.
والباقون: (تنبت) بفتح التاء وضم الباء. وفي الشواذ قراءة الحسن والزهري والأعرج (تنبت) بضم التاء وفتح الباء. وقد ذكرنا اختلافهم في (نسقيكم) في سورة النحل.
الحجة: قال أبو عمرو: من قرأ سيناء بفتح السين لم ينصرف الاسم عنده في معرفة ولا نكرة، لأن الهمزة في هذا البناء لا تكون إلا للتأنيث، ولا تكون للإلحاق، لأن فعلال لا يكون إلا في المضاعف، فلا يجوز أن يلحق به شئ. فهذا إذا كموضع أو بقعة تسمى بطرفاء، أو صحراء. ومن قرأ سيناء بالكسر: فالهمزة فيها منقلبة عن الياء، كعلباء وسيساء (1)، وهي الياء التي أظهرت في نحو درحاية (2).
وإنما لم ينصرف على هذا القول، وإن كان غير مؤنث، لأنه جعل اسم بقعة، فصار بمنزلة امرأة سميت بجعفر. ومن قرأ تنبت بالدهن احتمل وجهين أحدهما: أن يجعل الجار زائدا، يريد تنبت الدهن، كما في قوله (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقد زيدت هذه الباء مع الفاعل، كما زيدت مع المفعول به في نحو قوله:
ألم يأتيك والأنباء تنمي * بما لاقت لبون بني زيادة (3) وقد زيدت مع هذه الكلمة بعينها في قوله:
بواد يمان تنبت الشث حوله، * وأسفله بالمرخ، والشبهان (4) حملوه على ينبت أسفله المرخ. ويجوز أن تكون الباء متعلقا بغير هذا الفعل الظاهر، ويقدر مفعولا محذوفا تقديره تنبت جناها أي: ثمرتها وفيها دهن وصبغ، كما تقول: خرج بثيابه، وركب بسلاحه. ومن قرأ تنبت بالدهن جاز أن يكون الجار فيه