أوصل الموصي جل أمره إلى الموصى إليه، قيل: وصية. ووصى وأوصى وأمر وعهد نظائر في اللغة. وضد أوصى أهمل. والوصاة كالوصية، والوصاية مصدر التوصي.
والفعل أوصيت إيصاء ووصيت توصية، في المبالغة، والكثرة وتقول: قد قبل الوصاية. وإذا انطاع المرعى للسائمة فاصابته رواعد، قبل وصى لها الرعي يصي وصيا. ووصيا. وأصل الباب: الوصية وهي الدعاء إلى الطاعة.
المعنى:
والهاء في قوله: " ووصى بها " يحتمل ان تعود إلى أحد شيئين:
أحدهما إلى الملة. وقد تقدم ذكرها في قوله: " ومن يرغب عن ملة إبراهيم ".
والثاني - ان يعود إلى الكلمة في قوله: " أسلمت لرب العالمين ". والأول أقوى، لأنه مذكور في اللفظ. وهو قول الزجاج. وأكثر المفسرين. والثاني حكاه البلخي وبعض أهل اللغة. وارتفع يعقوب، لأنه معطوف على إبراهيم. والمعنى ووصى بها يعقوب. وبه قال ابن عباس وقتادة. وقال بعضهم: إنه على الاستئناف كأنه قال: ووصى يعقوب أن " يا بني إن الله اصطفى لكم الدين " والأول أظهر لان عليه أكثر المفسرين. " والألف واللام ". في الدين للعهد دون الاستغراق، لأنه إنما أراد بذلك دين الاسلام دون غيره من الأديان. وإنما أسقطت (أن) في " وصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب " أن " يا بني " وأثبت في " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن انذر " (1)، لان أوصى في الآية بمعنى القول، فجعل بمنزلة قولك الا تقديره تقدير القول، فيجوز حينئذ إلحاق أن. كما قال: " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر " ومثله " وآخر دعواهم أن الحمد لله " (2) وقوله: " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله " (3) وكل هذا الباب يجوز فيه الوجهان: بان تقدره تقدير القول، ليكمل به تقدير الفعل الذي ليس بقول. واما قوله: " إن كان ذا