هذا ما يجب أن يتأمل فيه كل منصف بدقة وعمق!! فربما يخرج بنتيجة وهي:
أن الرجل يدعى بكل صراحة بأسلوب أو بآخر أنه في مرتبة العصمة وأن سيئاته تكتب حسنات ومعاصيه طاعات!! وإذا وصل الامر به حقيقة إلى هذه الرتبة المنيفة!! فهو مطبوع على قلبه والعياذ بالله تعالى!!
ثم أكمل المتناقض كلامه على في مقدمة صحيحته السادسة قائلا:
(فقد استغل عددا من تلك الاجتهادات المختلفة، أو المراجعات العلمية، واسما إياها ب (التناقضات)، وإنما هي تناقضات رأسه واضطرابات فكره التي انعكست على قلبه عداء وعلى قلمه استعداء) إلخ هرائه المتناقض!!
وأقول مجيبا: أنظر يرحمك الله تعالى كيف يصف تناقضاته بأحلى الأوصاف فيسميها (اجتهادات مختلفة ومراجعات علمية) وهل هناك تعصب وهوى أكثر من هذا!! وهو يصف كبار العلماء والحفاظ وغيرهم في نفس المجلد بالتناقض ويعيبهم به في كتابه هذا وكتبه الأخرى كما سأبين بعض الأمثلة في نفس الكتاب الذي يسمى فيه تناقضاته بأنها (اجتهادات مختلفة ومراجعات علمية) وإليكم ثلاثة أمثلة فقط على ذلك وهي غيض من فيض لان الكتاب ملئ بمثلها:
1) ذكر كلاما للحافظ الهيثمي ص (91) ونقل عنه أيضا كلاما آخر توهم أنه مغاير للأول ثم قال واصما الحافظ الهيثمي بالتناقض:
(فالله أعلم بسبب هذا التناقض) ثم قال في الصحيفة التالية: (ثم انكشف لي سبب التناقض المتقدم ذكره) فلماذا لا يقال في حق الحافظ الهيثمي أن هذه (مراجعات علمية واجتهادات مختلفة)؟!!
وهل يحق لنا أن نقول له كما يقول لنا عندما نبين تناقضاته لئلا يتبعه ويقلده في أخطائه وأغلاطه وتناقضاته المغرورون به (وإنما هي تناقضات رأسه واضطرابات فكره....)