السيف الصقيل رد ابن زفيل - السبكي - الصفحة ٣٦
خصومه يدعون إلى غير الكتاب والسنة. ثم قال:
(واسمع نصيحة من له خبر بما * عند الورى من كثرة الجولان ما عندهم والله خير غير ما * أخذوه عمن جاء بالقرآن) نعم ولكنهم فهموه وأنت ما فهمته ثم قال:
(والكل بعد فبدعة أو فرية * أو بحث تشكيك ورأى فلان) (كأنه يصف طائفته).
(فصل) عقد مجلس خيالي.. كلامه في وحدة الوجود وهذا أول عقد مجلس التحكيم قال:
واحكم إذا في رفقه قد سافروا * يبغون فاطر هذه الأكوان فترافقوا في سيرهم وتفارقوا * عند افتراق الطرق بالجيران فأتى فريق ثم قال وجدته * هذا الوجود بعينه وعيان فهو السماء بعينها وهو الغمام بعينه وهو الهواء بعينه، هذا بسائطه ومنه تركبت هذي المظاهر (1) يلبسها ويخلعها وتكثر الموجود كالأعضاء في المحسوس

(1) فتكون الظاهر على ما صوره الناظم محلا له تعالى، تعالى الله عن ذلك، وأما كون الشئ مجلى لشئ فلا يفيد كونه محلا له، فإن الظاهر في المرآة مثلا خارج عنها بذاته قطعا بخلاف الحال في محل، فإنه حاصل فيه فالظهور غير الحلول فإن الظهور يجامع التنزيه بخلاف الحلول عند أشياع الشيخ الأكبر، وأما كونه كلا والكون جزءا له على ما ذكره الناظم فعلى خلاف ما اشتهر عنهم أن العالم أعراض مجتمعة في عين واحد كالثلج مع الماء، تعالى الله عما يأفكون، والواجب عندهم هو الوجود المحض المجرد عن الماهية بذاته المتعين بذاته المطلق حتى عن قيد الاطلاق بمعنى أنه واحد شخصي موجود بوجود هو نفسه فلا يكون المطلق عندهم بمعنى الكلي حتى يرد على ذلك ما أورده السعد في شرح المقاصد من تسعة أوجه، وأول من نطق بوحدة الوجود في الإسلام - هو جهم بن صفوان، ولذلك ذهب إلى الجبر، فكم فتح هذا الرأي من أبواب للإباحة والزندقة على شرار الخلق، وإما القول بأن الممكن الوجود كلا موجود بالنظر إلى واجب الوجود لاحتياجه إليه بدءا ودواما فليس من الخطر في شئ كالقول بأن ذلك حالة خيالية تطرأ للسالك المقبل إلى الله بكليتيه ثم تنجلي كما ذكره السعد شرح النسفية والناظم في كثير من كتبه ومن الصوفية من يتصور مسألة الوجود بحيث لا يخل بالتكليف والتنزيه ويقول إنه طور وراء طور العقل ولا كلام لنا فيما هو وراء طور العقل.
(٣٦)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست